الأخبار

عشية يوم النكبة الموافق لـ21 سبتمبر، شارك اليمنيون في حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي للتذكير بيوم النكبة الذي يحتفل به الحوثيون ويعتبرونه “يوم الثورة”، بينما يراه اليمنيون في وجوه الجوعى واليتامى والمرضى والمصابين وفي ملامح أيامهم المأساوية التي يعيشونها.
يومها غرد اليمنيون عبر مواقع التواصل تحت وسم”# نكبة-اليمن-21سبتمبر” و “#نكبة-21-سبتمبر” مجمعين على وصف سقوط الدولة بيد الحوثيين بـ”جحيم جثم على الجميع”. ذاك اليوم المشؤوم سيظل محفورا في ذاكرة كل منهم كلما أجالوا نظرهم في أركان بيوتهم وفي أحيائهم وفي وجوه أطفالهم وفي مقابرهم لتظهر لهم كمية الخراب والدمار الذي أحدثته هذه الجماعة الإرهابية وحجم المأساة في كل بيت.
21 سبتمبر هو اليوم الذي انبثقت منه كل فصول المعاناة والكوارث التي يتجرعها اليمنيون وعلى رأسها زراعة الألغام التي كانت وستظل الطامة الكبرى للمدنيين. حيث قامت الميليشيات الانقلابية بتفخيخ المدارس وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية على غرار ما حدث لمدرسة الشرف بمدينة الحديدة وذلك بهدف حرمان الأطفال من استكمال تعليمهم ضمن مخطط لتجنيد الأطفال قسريا، إضافة لتفخيخ الطرق والمباني والمستشفيات ومنازل المواطنين والمقار الحكومية وذلك في إطار سياسة انتقامها من الأهالي الرافضين لممارساتها الإرهابية ولوجودها أصلا.
وكانت، في وقت سابق، القائمة بأعمال مديرة برنامج الطوارئ في منظمة “هيومن رايتس ووتش” بريانكا موتابارتي قد قالت إن الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون لم تقتل وتشوه العديد من المدنيين فحسب بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد محاصيلهم وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة. كما منعت الألغام منظمات الإغاثة من إيصال الغذاء وتقديم الرعاية الصحية للمدنيين الذين يعانون الجوع والمرض بشكل متزايد.
لقد صعبت العلب اللعينة على الأهالي إطعام أنفسهم والحفاظ على دخلهم، هذا عدا عن سقوط الآلاف بين قتيل وجريح والذين تتضاعف أعدادهم يوما بعد يوم خاصة مع تركيز المتمردين على نشر أشواكهم القاتلة في المناطق الآهلة بالسكان.
وتحتل تعز صدارة المدن اليمنية المتضررة من هذه الآفة من حيث عدد الضحايا والمناطق المزروعة بالألغام.
ولم تتورع ميليشيات الحوثي في زرع الموت بطريقة عشوائية في المدن اليمنية فحسب بل تقوم بطمر ألغام أرضية مضادة للمركبات في المناطق السكنية في انتهاك واضح لقوانين الحرب.
وبهدف إنقاذ الناس من هذه الوحشية الحوثية، تعتمد فرق مسام خطة الطوارئ في محاولة لتجنيب أكبر عدد ممكن من المدنيين خطر الألغام. وقد استطاعت منذ انطلاق المشروع نهاية يونيو 2018 ولغاية الآن نزع 195271 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة توزعت كالتالي: 129335 ذخيرة غير منفجرة و5752 عبوة ناسفة و57837 لغما مضادا للدبابات و2347 لغما مضادا للأفراد، هذا إضافة إلى تطهير مساحة قدرت بـ15.776.230 مترا مربعا.
هذا العدد يقدم لمحة بسيطة عن الجهود المضنية التي يبذلها عاملو مشروع مسام في سبيل رفع المعاناة عن الشعب اليمني. لكن مازال هناك عمل كبير ينتظر العاملين في هذا المجال لتخليص البلاد من هذه الكارثة التي ستلاحق لعنتها الأجيال القادمة.