الأخبار
من أجل ماذا يموت طفل بسبب الجوع؟، من أجل ماذا يقتلون ويدمرون؟، من أجل ماذا سيتركون العار يلاحقهم حاضرا ومستقبلا؟، من أجل ماذا يتركون قاتلهم الملعون يعبث بحياة الأبرياء؟، من أجل ماذا يتسببون في تمزيق الأجسام وبتر الأطراف وسرقة الأحلام والآمال؟، ما هذا السواد القاتم الكامن في قلوبهم وضمائرهم؟.
لقد شرب الحوثيون من دماء الآلاف من اليمنيين بل الملايين والتهموا أجزاء من أجسادهم عن طريق سلاحهم الذي يفترس كل من يقترب منه دون أن يرف لهم جفن أو أن تتحرك مشاعرهم لعويل النساء وبكاء الأطفال. هذا هو مشروعهم الذي جاؤوا من أجله.. مشروع تخريبي بحت.
إن هذه الجماعة، لا يمكن أن تقبل بالتعايش مع المجتمع اليمني أو أن تجنح للسلام بسبب المنظومة الفكرية الإيرانية، وأيضا بسبب السلاح الذي ترفض التخلي عنه باعتباره الوسيلة الوحيدة لتفرض أجندتها بالقوة على اليمنيين، لذلك تتعمد الميليشيات الحوثية في كل مرة إفشال أي جولة مشاورات تحت ذرائع واهية مما يثبت عدم جديتها في السعي نحو السلام والعودة إلى المسار الانتقالي الذي نسفته بانقلابها عليه في سبتمبر 2014 عندما اجتاحت صنعاء بقوة السلاح.
هنا ظهر البون جليا بين المشروع الحوثي والمشروع اليمني، بين مشروع الموت ومشروع الدولة. لقد خربت هذه الفئة كل مقومات الدولة، ومازالت ماضية في نهجها التدميري تحركها رغبة جامحة في الانتقام من شعب كاره لوجودها القاتل.
وقد أكد وزير حقوق الإنسان اليمني، محمد عسكر ذلك بقوله إن ميليشيا الحوثي خرقت جميع المواثيق والمعاهدات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بداية من حقه في الحياة وصولا عند أبسط حقوقه الاجتماعية والاقتصادية، فكل من يخالفها الرأي يكون هدفا لها لذلك دأبت على القتل وتفجير المنازل وتدمير المنشآت العامة والخاصة لتضييق الخناق على اليمنيين، هذا علاوة على زراعة الألغام بشكل عشوائي التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء في مختلف مناطق اليمن، والتي تعمل جميع الفرق الميدانية على تخليصها من هذا الوباء لكن هذا العمل يتطلب وقتا وجهدا كبيرين إضافة إلى الجانب المادي.
وكانت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة قد فككت حقل ألغام فردية زرعتها الميليشيات الانقلابية شرق مدينة الصالح بمحافظة الحديدة كانت عثرت عليه أثناء قيامها بعملية مسح ميداني.
وأشار مصدر في الفرق الهندسية أن عمليات المسح الشاملة للمنطقة لتطهيرها من حقول الألغام التي زرعتها الميليشيات يأتي غداة مقتل وجرح 6 أطفال من أسرة واحدة إثر انفجار عبوة ناسفة من مخلفات الحوثيين.
من جهة أخرى، كشفت سيول الأمطار عن حقول ألغام زرعها المتمردون في القرى الواقعة على الخط الرابط تعز والحديدة.
ومنح الدعم الإيراني هذه الميليشيات القدرة على تصنيع عديد الأشكال محلية الصنع من سلاحها المفضل يتماهى بعضها مع الطبيعة وتماثل أخرى ألعاب الأطفال ومواد البناء وتشكل في مجملها خطرا بالغا على المدنيين حاضرا ومستقبلا، حيث ستلاحق هذه اللعنة اليمنيين لسنوات طويلة قادمة، وستظل تتصيد أبناءهم وترقبهم بصبر للنيل منهم، وهو ما سعت إليه هذه الجماعة، إذ عملت منذ البداية على التسلل إلى حياة اليمنيين وتقويضها ليس خلال وجودهم فقط بل لسنين قادمة.
لقد جاءت ميليشيات الحوثي بأفكار خارجة عن التعايش وتريد فرض توجهها بقوة السلاح لصالح مشروع خارجي لا يمت للمجتمع اليمني بصلة وكانت ألغامها العصا الغليظة التي سلطتها على الشعب الذي يسعى بكل جهده إلى التخلص ودحر هذه الجماعة خارج وطنه.