الأخبار

يواصل الفقر والجوع والتشريد إنهاك معظم سكان اليمن في وقت يقترب فيه هذا البلد من عامه الخامس وهو يرزح تحت وطأة الانقلاب الدموي الحوثي الذي أوجد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يعاني الشعب اليمني من الأوبئة والمجاعة والتشريد والقتل.. ليجد اليمن نفسه على حافة هاوية الإنهيار لعل البطل الرئيسي لهذه المصيبة هي الألغام التي ما برحت تفتك بكل شيء بشرا كان أو حجرا. فقد ابتلي اليمن بحركة انقلابية تعشق التدمير وسفك الدماء، لذلك عمدت إلى زراعة الألغام بأعداد هائلة بلغت المليون لغم، وهو ما جعل هذا البلد يتصدر قائمة الدول الأكثر ألغاما.
فميليشيات الحوثي تعمل باستمرار على زرع الألغام كل مكان تطأه قدمها، فلم تسلم منها لا الطرقات ولا الموانئ ولا حتى المزارع التي حرم أصحابها من الاقتراب منها أو الولوج إليها، إذ يعاني المزارعون من الإنتشار الواسع للألغام على أراضيهم وفي الطرق المؤدية إليها وهو ما حرمهم من استثمار تلك الأراضي موسما بعد آخر.
ومع ذلك استمر بعض المزارعين في سهول تهامة بمحافظة الحديدة في مقاومة الإرهاب الحوثي حيث قاموا بزراعة الفلفل الأحمر الذي يعد أهم المحاصيل الزراعية التي تجود بها الأراضي الخصبة في الساحل الغربي لليمن رغم حرمانهم من مساحات واسعة من أراضيهم الزراعية بسبب الألغام التي خلفتها الميليشيات إذ حولت حقولهم المنتجة إلى أراضي متصحرة.
ولا يقتصر الأمر على الفلفل الأحمر، فقد تضررت أيضا زراعة المانجو، فمن زار مزارع الجر بعبس سيصاب بالذهول، إذ تحولت إلى أطلال.
لقد تضرر القطاع الزراعي بشكل كامل نتيجة العبث الحوثي المتواصل بحياة وأرزاق المدنيين.
ولم يتوقف الأمر لدى هذه الفئة الضالة على زراعة الألغام، بل قامت بتعطيل مركز مراقبة الجراد الصحراوي ونهب محتوياته بالإضافة إلى مصادرة موازنته التشغيلية المخصصة لمواجهة هذه الكوارث، مما جعل المسؤولين يقفون مكتوفي الأيدي أمام هجوم أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي على أراضي وحقول زراعية واسعة بمحافظتي صنعاء وعمران ما تسبب في حدوث حالة من الهلع الشديد لدى المزارعين نتيجة إتلاف الكثير من المحاصيل.
فالجراد الصحراوي يعتبر من أكثر أنواع الحشرات تدميرا للحياة النباتية على سطح الأرض وأشدها فتكا بالمحاصيل الزراعية متفوقا على المبيدات الزراعية بجميع أنواعها، إذ يبتلع الجراد يوميا ما يعادل كمية الغذاء التي يستهلكها 35 ألف شخص.
كما أثار غزو الجراد قلق الفلاحين في عموم المحافظات خوفا من إمكانية انتقاله نحو باقي المدن الأمر الذي قد يؤدي لحدوث كارثة زراعية بسبب تلف المحاصيل.
وكانت وزارة الزراعة والري في حكومة الانقلاب غير المعترف بها قد اكتفت بالإعلان عن وصول أسراب الجراد عبر وسائلها الرسمية في محاولة لاستغلال هذه الكارثة للحصول على مساعدات ودعم مالي من المنظمات الدولية تحت ذريعة مجابهة انتشار الجراد والحد من مخاطره المتوقعة على الأمن الغذائي الذي سبقت وأتلفته بطريقة أو بأخرى غير آبهة بالجوع الذي تعاني منه عدة مناطق باليمن.
إن الميليشيات الحوثية مازالت ممعنة في تدمير اليمن على جميع المستويات سواء اجتماعيا أو اقتصاديا غير عابئة بنتائج أفعالها على البيت اليمني وعلى المعاناة التي يتكبدها المدنيون لتوفير القليل لسد رمق أسرهم رغم العراقيل التي ما فتئت هذه الفئة تزرعها في طريقهم ولعل حرمانهم من مزارعهم إحدى وسائل العقاب الحوثي.