الأخبار

وضع غاية في القتامة يلف اليمن.. الكوليرا تنهش الأطفال، سكان يبحثون عن الطعام وسط القمامة، مستشفيات لا تحتوي على أدوية، أسر بلا مأوى، وباء جديد يفتك بالأرواح… الكثير من المشاهد تلخص مظاهر أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
هذا البلد دخل في شبح أزمة إنسانية غير خافية على العالم، حيث ورد في تقرير الأمم المتحدة أن 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة ونحو 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي. أما الكوليرا فقد فتكت بأجساد اليمنيين ولم تستثن الأطفال الذين صاروا يمثلون حوالي 30% من المصابين بهذا الداء. هذا علاوة على انتشار عديد الأمراض الأخرى التي أنهكت الأجسام والأرواح على حد السواء.
هذا الوضع تحدث عنه ستيفن أندرسون مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في اليمن بقوله “الوضع في اليمن يزداد صعوبة، فإضافة إلى الأوضاع التي تقترب من المجاعة، تؤثر الأزمة الصحية على الملايين حيث تلوثت موارد المياه وانهارت خدمات الصرف الصحي أما المنشآت الصحية فلا يعمل سوى نصفها”.
ولطالما استعملت الجماعة الحوثية “تواصل إطلاق النار” كغطاء لتعطيل عمل المؤسسات الإنسانية في اليمن واستغلال الوضع المعيشي والصحي المتدهور. إذ أكد الدكتور عبد الرقيب فتح، رئيس اللجنة العليا للإغاثة، أن الميليشيات الحوثية تنهب حوالي 65% من المساعدات الإنسانية والغذائية الموجهة للشعب اليمني عبر ميناء الحديدة لصالح ما يسمى بـ”المجهود الحربي” ضاربة عرض الحائط بأرواح المدنيين وظروفهم الصعبة التي كانت هذه الفئة المتسبب الرئيسي فيها.
لكن كيف سيشعرون بمصائب الناس وقد تخلو عن آدميتهم لتحقيق مآرب وأطماع شخصية وتطبيق أجندة خارجية لا تمت لليمنيين بصلة.
لكن خلال هذا المخطط التدميري، أقدم هؤلاء الانقلابيون على جعل المناطق التي مروا بها موبوءة وذلك نتيجة طمر أعداد هامة من المتفجرات التي تمكن مشروع مسام خلال الأسبوع الثاني من شهر يونيو من إزالة 1279 منها، توزعت كما يلي: 1036 ذخيرة غير منفجرة و3 عبوات ناسفة و238 لغما مضادا للدبابات ولغمان مضادان للأفراد. مما جعل مجموع ما تم نزعه خلال الفترة الممتدة من 30 مايو ولغاية 11 يونيو الجاري يصل إلى 2131 ليرتفع إجمالي ما وقع إزالته منذ بداية المشروع ولغاية 11 يونيو إلى 169434 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
لقد قامت الميليشيات الحوثية بكل ما من شأنه أن يدمر اليمن ويقضي على آمال أبنائه في الظفر بحياة آمنة فقط من أجل الوصول إلى السلطة وفرض فكرهم الطائفي المتطرف المرفوض من قبل اليمنيين الذين لا يودون وأد مشروع تأسيس دولة مدنية قادرة على صون كرامتهم وإعطاء قيمة الحياة البشرية.