الأخبار
زرعت ميليشيات الحوثي مرارا وتكرارا الألغام المضادة للأفراد وللمركبات والألغام المستحدثة يدويا أثناء انسحابها من المناطق، وهو ما يعد خرقا واضحا للقانون الدولي وتهديدا للمدنيين حاضرا ومستقبلا.
فرغم وجود ألغام أرضية في اليمن منذ عقود بسبب نزاعات مختلفة إلا أن المتمردين الحوثيين قاموا باستعمالها حاليا بمعدل عال يسبب الذهول. حيث حولوا الأراضي اليمنية إلى حقول موت ومقابر جماعية لأبناء هذا البلد المسكين.
تعددت الانتهاكات الحوثية وتنوعت، لكن لازالت الألغام هي الأكثر خطورة نظرا لأنها تستوطن معظم الأراضي لعل أهمها مديرية ذباب التابعة لمحافظة تعز، حيث تتركز خاصة في الحدود الشرقية المحاذية لمديرية الموزع.
وقد اتهمت منظمة حقوقية ميليشيا الحوثي بزراعة هذه الألغام قبل أن تنسحب من المنطقة في يناير 2017. “وليس من المبالغة القول أن مديرية ذباب بأكملها افترشت الموت والتحفت الجوع، وبات الأهالي فيها يحدقون إلى بعضهم كل صباح تحديق وداع. فكثير من الذين يغادرون قد لا يعودون وإن عادوا بإعاقة أو عاهة مستديمة”.
وقد بدأت صناديق الموت المموهة تنكشف وتتعرى وتغير أماكنها بفعل السيول الجارفة الناجمة عن هطول أمطار غزيرة منذ شهر مارس الماضي، مما أدى إلى نزوح أكثر من 4600 عائلة وذلك حسب تقديرات أممية.
ولانتشال اليمن من هذا المستنقع، تعمل فرق مشروع مسام على نزع المخالب المغروزة في الجسد اليمني في محاولة لتأمين حياة أناس أبرياء حول بلدهم إلى سجن كبير يتنفسون فيه بصعوبة بالغة بسبب الظلاميين الذين تفننوا في زراعة الموت الذي صار يفوح من كل مكان فيه.
وكان المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي قد أعلن أن الفرق الميدانية تمكنت منذ انطلاق المشروع ولغاية 30 من شهر أبريل من إزالة 164205 ألغام، وذخائر غير منفجرة. وقد تمكنت أيضا من تطهير 10.309.282 مترا مربعا من الأراضي اليمنية منذ بداية عمل المشروع.
إن الألغام تسببت في قتل وتشويه المدنيين وإعاقة حياتهم عدا عن منعهم من العودة إلى ديارهم وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها بشدة. وستبقى تمثل خطراً وتحديا هائلا لليمنيين ما لم يتم التدخل لإيقاف هذه الميليشيات عن مزيد زراعة هذه الآفة.