الأخبار
الانهيار الكارثي لليمن دولة ومجتمعا وتحوله إلى رقعة جغرافية موبوءة كان محصلة طبيعية للسياسة التي اتبعتها جماعة الحوثي الانقلابية. وشكلت الحرب الاقتصادية الممنهجة إحدى أوجهها، وذلك نظرا لنتائجها المأساوية على حياة اليمنيين ومستقبلهم، حيث عطلت هذه المليشيات مصادر الدخل الرئيسية لغالبية اليمنيين، وهو ما أدى إلى تحول معظم أبناء هذا الشعب إلى متسولين، حيث تضاعفت أعداد المواطنين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية كما انعدمت فرص العمل أمامهم.
ويبقى الأقسى من واقع العوز الذي يرزح تحته معظم اليمنيين هو استدامة هذا الواقع ما يعني أن كلفة هذه الحرب سوف تمتد آثارها إلى المستقبل.
ويواجه المدنيون ظروفا صعبة، إذ يكافحون للبقاء على قيد الحياة من خلال البحث عن الأمان والمأوى والمساعدات الطارئة، لقد أدى القتال في اليمن، وهي من البلدان الأكثر فقرا في الشرق الأوسط، إلى تفاقم الإحتياجات الناجمة عن أعوام طويلة من الفقر وانعدام الأمن، إذ عطل العنف المتزايد حياة الملايين وتسبب في خسائر واسعة النطاق.
ويتحمل المدنيون العبء الأكبر للأزمة بما أن الملايين منهم يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، فيما يواجه الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم خطرا متزايدا، فهم يعيشون ظروفا صعبة وهم محرومون من الاحتياجات الأساسية.
الوضع المأساوي دفع بالعديد من النازحين، الذين فقدوا الأمل، إلى التفكير في العودة إلى منازلهم رغم أن الوضع ليس آمنا، فالألغام منتشرة في كل مكان وهي من أهم الأسلحة الحوثية الموجهة للمدنيين لما لها من قدرة على إحداث آلام مروعة وعاهات أبدية تلازم الضحايا طوال حياتهم وتترك آثارا نفسية وجسدية لا يمكن للزمن محوها.
لقد تعمدت الميليشيات زراعة الألغام بين المنازل وفي المرتفعات الجبلية والطرق التي يسلكها المدنيون وفي عتبات مساكنهم وداخلها بطريقة مموهة يصعب اكتشافها، لذا تحاول الفرق التابعة لمشروع مسام الحد من هذه المعاناة من خلال العمل المستمر في نزع الألغام التي أرقت حياة الناس وحولت حياتهم إلى جحيم بعد أن حاصرتهم وضيقت الخناق عليهم، فأصبحت تحركاتهم أشبه بالمشي على فوهة بركان قابل للانفجار في أي لحظة.
وكان مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي قد أعلن أن الفرق الميدانية للمشروع تمكنت منذ انطلاق العمل ولغاية يوم 19 من مارس الحالي من إزالة 154240 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منها 97543 ذخيرة غير منفجرة و4761 عبوة ناسفة، مشيرا إلى أن المساحة التي تم تطهيرها بلغت 91866796 مترا مربعا.
على امتداد سنوات الانقلاب الطاحنة في اليمن، عانى المدنيون شتى أنواع المعاناة والهرسلة التي مارستها الميليشيات الحوثية في حقهم في ظل صمت دولي مطبق قوى من شوكة الحوثيين وجعلهم يتفننون في تعذيب هذا الشعب المعدم.