الأخبار
كل يوم، تتوغل مليشيات الحوثي في طرق الخسارة بلا عودة، فالعد التنازلي لفقدان مناطق نفوذها على قدم وساق، وانحسار ملاذاتها يكاد يصيبها بجنون النقمة، مما يجعلها تسارع في تفريخ أسباب الموت في كل موطن تضطر لتركه تحت ضربات الجيش اليمني وقوى التحالف العربي.
فقد أظهرت صور ولقطات فيديو أصنافا جديدة من الألغام ابتكرتها ميليشيات الانقلاب ضمن محاولاتها المستميتة لتأخير استكمال تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وانتقاما من المدنيين في الأحياء التي يتم طردهم منها على وقع المعارك الجارية وخسائرهم المتوالية هناك.
وكشفت الصور استبدال ميليشيات الحوثي، كميات السكر والأرز في العبوات الصغيرة، بكمية مماثلة من متفجرات الـTNT، بهدف تهريبها وإدخالها عبر ميناء الحديدة، إضافة إلى زرع عبوات ناسفة وألغام في كميات أخرى من أكياس السكر والأرز في المخازن.
وأكد مصدر عسكري يمني أن القوات الحكومية نجحت في انتزاع مئات الألغام والعبوات الناسفة من هذا النوع.
في حين أفادت وسائل إعلام يمنية نقلا عن مصادر أمنية، أن المليشيات الحوثية تستخدم أيضاً هذه الطريقة الجديدة لتهريب الأسلحة والمتفجرات لعناصرها في مدينة الحديدة، مستغلة الوضع الإنساني السيئ الذي تسببت به هناك وفي كافة المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيات تقوم بتهريب الأسلحة داخل المواد الغذائية الإغاثية التي توزعها المنظمات للسكان في الحديدة.
في المقابل، لا تزال جهود الشرعية تنصب على نزع الألغام بمساعدة دول التحالف وفي مقدمتها السعودية. فقد تمكن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” من نزع نحو 1500 لغم وذخيرة غير متفجرة خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر.
وبلغ إجمالي ما تم نزعه من ألغام وعبوات ناسفة نحو 17777، وذلك من بداية المشروع في يونيو الماضي، بحسب مكتب مسام الإعلامي.
وقال أسامة القصيبي مدير المشروع، إن فرق مسام الهندسية نزعت 643 لغما مضادا للدبابات خلال الأسبوع الماضي، و36 لغما مضادا للأفراد، و20 عبوة ناسفة خلال الفترة ذاتها.
وأضاف القصيبي أن الفرق الهندسية التابعة لمشروع مسام نجحت في نزع 793 ذخيرة غير منفجرة.
فالإمعان في الأذية خطة انتقام مكشوفة بات يعلم فقهها القاصي والداني في إيديولوجية هذه المليشيات الدموية التي تسعى في كل مرة لتلوين شبح الموت بثوب تخف مختلف علها تظفر بأكبر عدد من الصخايا، لكن أضواء الخير الكاشفة لهذه النوايا الخبيثة تتدخل في كل مرة لمحاولة إحباط هذه المآرب في مهدها.