الأخبار

منذ الانقلاب الحوثي، لم يعرف اليمن طعم السكينة. سنوات من الفقر والجوع والحرمان والموت وقصف المدن وتشريد اليمنيين وإدخال البلاد في دوامة لا يلوح مخرج لها خاصة في ظل تعنت هذه الجماعة.
لقد عاد اليمن قرونا إلى الوراء من عدة نواح المعيشية منها والاقتصادية والسياسية.. يكفي أنه بات يصنف وفقا لتقارير أممية بـ”أسوأ كارثة إنسانية في العالم”.
فمنذ اجتياح الميليشيات الإرهابية لصنعاء ولمدن أخرى وبسط نفوذها على مفاصل الدولة، عرف العامل النفسي لليمنيين انتكاسة كبيرة مما أدى إلى إصابة الكثير منهم بأمراض نفسية تكاد تكون مستعصية.
لقد فاقمت الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع معدلات الفقر وانعدام الرواتب وفرص العمل من تدهور الصحة النفسية لدى غالبية اليمنيين، إذ أكدت إحصائيات محلية عن وجود أكثر من 5 ملايين يمني مصاب حاليا باضطرابات نفسية.
وقد تنامت هذه الظاهرة على نحو لافت خلال السنوات الأخيرة مع تصاعد وتيرة الانقلاب والجنون المتنامي للحوثيين للوصول إلى السلطة وتصفية حساباتهم مع المعارضين لوجودهم. ويتركز معظم المرضى النفسيين في المدن الأكثر كثافة سكانية والأشد فقرا.
لقد استنسخ الحوثيون النظام الإيراني بمؤسساته الموازية. فبعد انقلابهم وضعوا ممثلا أو ما يسمى “مشرف حوثي” في كل مؤسسة ووزارة، تكون كلمته هي العليا والحكم الفصل. لذلك ولمجرد اختلافك البسيط معهم أو معارضتك لسياستها التدميرية أو انتقادها تمحوك بجبروتها الأعمى من الوجود إما بالقتل أو بمصادرة الرزق أو بالطرد من الوظيفة.. إن تصرفات هؤلاء المتمردين الذين لا يعرفون ذمة ولا شفقة ولا أخلاق ولا حتى دينا وضعت اليمن في مهب الريح. تصرفات رعناء هدمت أسس الدولة وزعزعت الجانب النفسي لليمنيين الذين يحملون هم كل يوم جديد خاصة في ظل استمرار هذه الجماعة في نثر ألغامها وعبواتها الناسفة في طريقهم لتجهز على ما تبقى لهم. إذ تفننت هذه الميليشيات في زرع الألغام لكن تبقى الألغام الثنائية أي المزروعة واحدة فوق الأخرى أكثر ما يعيق عمل الفرق في بعض المناطق. هذا الأسلوب يبين بوضوح التوجه الدموي لهذه الجماعة ومدى بشاعة وقبح مشروعها. فقد حطمت ميليشيات الحوثي رقما قياسيا في حرب الألغام باعتبار أنها لم تترك مكانا إلا ووضعت فيه متفجراتها وبأعداد هامة.
إن ما ترتكبه ميليشيا الحوثي من إرهاب بحق اليمنيين، جعل هذا البلد يعيش أزمة لا مثيل لها في العالم يمكن أن تلاحظها بمجرد النظر إلى أكداس الركام والحطام في الشوارع وإلى ملامح أبناء هذا البلد الحزينة.