لم يتعلم زراع الألغام في اليمن حتى اليوم الدرس، ولم يتراجعوا حتى اللحظة عن جرم زرع الموت المتفجر في كل شبر من وطنهم دون التفكير في العواقب الوخيمة لهذا الفعل الإرهابي المشين، ولم يتوقفوا ليفكروا في هذا السم الذي يحرثون به أرض اليمن التي باتت ساحة مفتوحة لدماء ضحايا الألغام.
والغريب في الأمر أن زراع الألغام لقوا ومازالوا يلقون حتفهم هم أيضا بالموت المتفجر الذي ينثرونه في اليمن كالفطر السام، وهم وذووهم عرضة لما يزرعون من مكائد ومصائد ملغومة، وقد عجت سجلات الضحايا بذكر أعداد ممن زرعوا الألغام في اليمن وهلكوا بما زرعوه من موت، ورغم ذلك مازالت هذه الميليشيات تغلق أعينها وآذانها عن الكارثة وتمضي في صنيعها الدموري دون توبة.
فقد لقي عدد من عناصر ميليشيات مصرعهم إثر انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات في وقت سابق في مديرية دمت شمالي محافظة الضالع جنوب اليمن، حيث أوضح مصدر عسكري أن لغما زرعته الميليشيا في منطقة رحبة الحقب جنوبي مديرية دمت انفجر في مجموعة من عناصرها مما تسبب في مصرعهم.
وأوضح المصدر أن ميليشيا الحوثي زرعت كميات كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة، في الطرقات العامة، ووسط الأحياء السكنية، بمديرية دمت، في محاولة منها لتحصين نفسها أمام تقدمات أبطال الجيش الوطني.
كما قتل عدد من عناصر ميليشيات الحوثي، وجرح آخرون، إثر محاولتهم تنفيذ عملية تسلل فاشلة لاختراق خطوط التماس في قطاع حيس جنوب الحديدة، حيث أفادت وسائل إعلام محلية أن مسلحي الميليشيات الحوثية الفارين من المواجهات وقعوا في فخاخ شبكة ألغام زرعها الحوثي مسبقاً، ولقوا حتفهم إثر انفجارها.
وقد قُتل 5 أيضا من عناصر ميليشيا الحوثي أثناء محاولتهم زرع عبوات ناسفة شمالي محافظة الضالع، حيث قال مصدر عسكري إن انفجارا عنيفا هز مدينة الضالع بعد محاولة عناصر تابعة لميليشيا الحوثي زراعة عبوات ناسفة في الجهة الغربية لسوق مدينة الفاخر في مديرية قعطبة، وقد أدى الانفجار إلى مصرع خمسة من مليشيات الحوثي.
وقُتل وأصيب 7 من مليشيا الحوثي، بانفجار عبوة ناسفة في جبهة ماوية شرقي تعز، وقال مصدر محلي، إن عبوة ناسفة كانت زرعتها ميليشيا الحوثي في موقع بمنطقة باهر الخاضعة لسيطرتها انفجرت بعناصر المليشيا مما أدى إلى قتل خمسة منهم وإصابة اثنين آخرين.
كما لقي عدد من عناصر مليشيا الحوثي مصرعهم وأصيب آخرون بانفجار عبوة ناسفة حاولت المليشيات زرعها في طريق كيلو 16 بمحافظة الحديدة، لينقلب بذلك السحر على الساحر ويذوق زراع الموت شيئا من الحنظل الذي يسقونه لأهل اليمن من الأبرياء الذين تمزقهم الألغام دون ذنب اقترفوه ويصم العالم الإنساني آذانه على مناشداته وعذاباته.