الأخبار

كل يوم هو بمثابة معركة من أجل البقاء. لا يعرف اليمني هل سيتمكن من تحصيل قوته أو لا؟ ومع اقتراب الذكرى السادسة، يتصاعد كفاح العائلة يوما بعد يوم. في كل صباح، يهرع المواطنون للبحث عن عمل مدفوع الأجر، وهو ما سيحدث الفارق بين أن تتمكن الأسرة من تناول الطعام أو التضور جوعا.
فمن دون عمل سيظل اليمني يعتمد على الآخرين بشكل كامل أما إذا تحصل على عمل يومي فإنه سيتمكن من شراء بعض الطعام من جهده. هذه المأساة يكابدها اليمنيون يوميا في معركة بائسة من أجل البقاء. حيث يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلاثة أرباع السكان، إلى مساعدة ملحة للحفاظ على حياتهم.
إذ يعيش الناس في اليمن تحت تهديد شبحين مروعين وهما الحرب والجوع، ويدفعون ثمنهما باهظا، فقد نزح الملايين منهم وتشتتوا في الأرض بينما يبيت الملايين جوعى كل ليلة. ظروف معيشية قاسية لآلاف العائلات النازحة التي لا يملك أفرادها غير الثياب التي يرتدونها ولا يقتاتون إلا بالقليل من الأرز أو مزيج من الطحين والماء، هذا إذا وجدوا طعاما يأكلونه أساسا.
يكاد ينقضي العام السادس لهذا الانقلاب وسط تردي الوضع الإنساني والدمار الذي لحق بالبلاد. وقد كان للأطفال النصيب الأوفر من هذه المعاناة، إذ أثرت الحرب على حياة الأطفال بصورة مباشرة حيث دمرت أكثر من ألفي مدرسة مما تسبب في حرمان مليوني طفل من التعليم وذلك حسب تقديرات منظمة الصليب الأحمر. ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يحتاج ما يقارب 7.4 مليون طفل في اليمن إلى المساعدات الإنسانية.
لقد حرمت الأوضاع الاقتصادية الأطفال من الاستمتاع بالحياة وأجبرتهم على الدخول إلى سوق عمل غير آمن وغير منصف ولا يتمتع بأي ضمانات قانونية أو حقوقية.
وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فهناك أكثر من مليون طفل في سوق العمل إضافة إلى الآلاف من الأطفال الصغار الذين ذهبوا لساحات القتال لتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة خاصة بعد فقدان آبائهم.
وتفاقم الميليشيات من هذه الأوضاع المعيشية الصعبة من خلال نثر ألغامها في كل شبر من الأراضي اليمنية مما يقف حجرة عثرة أمام تنقل اليمنيين ويزيد من حدة أزمتهم ومعاناتهم، وقد تسببت هذه الصناديق المقيتة في مقتل طفلين شقيقين، لم يتجاوز عمرهما الـ12 ربيعا، بالقرب من منزلهما في مديرية الدريهمي بعد إصابتهما إصابات بليغة في أنحاء متفرقة من أجسادهما الغضة إثر انفجارها بالعربة التي كانت تقلهما. وبهذه الجريمة ارتفع عدد الضحايا بسبب ألغام الميليشيات الحوثية وعبواتها الناسفة في الدريهمي إلى 10 شهداء وجرحى منذ بداية شهر مارس.
في ظل الأوضاع المأساوية للسائل أن يسأل: لما لا يتحرك المجتمع الدولي وهو يشاهد مآسي الأطفال والمواطنين؟ لما هذا الصمت المطبق وغض البصر عن جرائم هذه الجماعة؟ إن اليمن اليوم يئن ويتوجع بشكل غير مسبوق منتظرا أن تتحرك الضمائر وتنتشله من هذا المستنقع.