الأخبار

“سنمضي إلى الأمام ولن تقف في دروبنا الصعاب، لندخل في سباق الحياة ونحقق الفوز بعزمنا، فاليأس والاستسلام ليسا من شيمنا”.. هذا لسان حال كل عامل في مجال نزع الألغام فهو يصارع الموت يوميا لكنه لا يأبه لذلك.
رحلة تأمين الحياة يخوضها هؤلاء وسط موت يترصدهم في كل ثانية ومع كل خطوة، لقد جازف العاملون في هذا المجال بتفكيك الألغام المزروعة وإزاحتها عن طريق المدنيين واضعين حياتهم على المحك مع كل عملية يقومون بها.
أرض ملغومة تسببت بموت المئات من الأبرياء إضافة إلى نفوق الأغنام، كما أنها تمثل تهديدا لحياة آلاف آخرين حاضرا ومستقبلا. هذه المخلفات الحوثية تنسف الحياة في كل شبر.
وبصرف النظر عن الخطر البدني المباشر، فإن الألغام والعبوات الناسفة تعيق المساعدة الطارئة كإيصال الغذاء، كما أنها تلحق الضرر بالبنية التحتية اللازمة لتقديم الخدمات تاركة أغلبية السكان دون الحصول على المياه النظيفة أو الرعاية الصحية الأساسية أو التعليم. في الواقع ووفقا لمؤشرات مؤشر التنمية البشرية، تراجعت التنمية في اليمن بشكل كبير قدر بـ20 عاما.
لقد جعلت الميليشيات الإنقلابية الأرض اليمنية تسبح فوق حقل ألغام غير عابئة بالأضرار التي ستلحق بأبناء هذا الشعب المسكين الذي تحول حلمه الجميل إلى كابوس حالك السواد.
وقد أكد قائد فريق المسح الفني بمديرية المخا أن ميليشيا الحوثي ركزت في زراعتها على المناطق الحيوية المرتبطة بحياة المدنيين ومصادر معيشتهم، مما حول المديرية إلى حقول موت وذلك من خلال تفخيخ الطرق الرئيسية والمناطق السكنية والمساحات الزراعية بآلاف الألغام والعبوات الناسفة.
وتعمل في مديرية المخا 6 فرق هندسية تابعة لمشروع مسام وهي الفرق 25 و17 اللذان يعملان في منطقة جبل النار والفريق 20 الذي يعمل في منطقة يختل، والفريق 21 العامل في منطقة الزهاري علاوة على فريق جمع القذائف وفريق المسح الفني الذي يعمل على تحديد ومسح المناطق الملغومة وتصنيفها، ومن ثم يوجه الفرق الهندسية لنزع الألغام ولتأمين المنطقة.
وقد صنفت جميع المناطق التي تم مسحها بحسب المعايير إلى مناطق عالية التأثير باعتبارها مناطق حيوية ذات كثافة سكانية مرتفعة. وهو ما يفسر تركيز ميليشيات الغدر على تفخيخ الطرقات المؤدية إلى المدارس والمنازل والمزارع وآبار المياه. ويندرج هذا العمل اللاإنساني إلى إرهاب السكان المحليين وإعاقتهم عن العودة إلى ديارهم ومزاولة أعمالهم.
وهو ما أشار إليه تقرير منظمة سام الحقوقية حيث تبين أنه منذ بداية الصراع استخدم الحوثيون الألغام بمختلف أنواعها وأشكالها بما فيها المضادة للأفراد، وذلك بصورة عشوائية ودون خرائط وهو مايزيد من خطورة هذه الآفة.
كما أوضح أن العديد منها مصنوع محليا وبطريقة مموهة على شكل أحجار وأجسام جذابة… مما يجعل عملية التعرف عليها أمر صعب خاصة بالنسبة للأطفال.
ازدادت خطورة الإصابة بالألغام في صفوف المدنيين يسبب زراعت ميليشيا الحوثي لها في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية كعدن ولحج وتعز، وتحديدا في الطرق الحيوية والمزارع حيث خلفت مآسي مؤلمة انجر عنها موت مدنيين أو تركها لضحاياها بإعاقات دائمة عدا عن تخريب مناطق زراعية شاسعة.