الأخبار

كانت مسؤولة الإعلام والاتصال بمكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، حنان البدوي، قد أعربت في بداية 2019 عن أملها في انفراج الأزمة في حال تم تنفيذ اتفاق السويد.
لكن هذا التفاؤل لا يعكس الواقع بتاتا ولا يتماشى مع توقعات المحللين الذين يعتقدون أن مستقبل اليمن لايزال قاتما أمام أبنائه. إذ أن هناك الكثير من العقبات التي ستظل تواجه اليمنيين من أجل استعادة دولتهم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي وإنهاء المعاناة الإنسانية التي باتت حملا ثقيلا ترافقهم من عام إلى آخر.
لقد ظل الشعب اليمني يدفع فاتورة النزاعات، لكن هذه المرة تعد الأعلى حيث لم يراعى فيها أبسط القوانين الإنسانية وصار المواطن اليمني الهدف الأول للحوثيين الذين يسعون بكل جهدهم إلى إلحاق الأذى به.
اليوم إن لم يقتل المدنيون بالقنابل والألغام والرصاص فإن مصيرهم الموت البطيء والمؤلم بسبب المجاعة والأمراض على غرار الكوليرا حيث سجل خلال شهر يناير 35628 حالة إسهال مائي حاد/ كوليرا إضافة إلى 14 حالة وفاة ناجمة عنه.
هذا وتم تسجيل 5524 حالة إصابة بحمى الضنك مع 11 حالة وفاة بسببها. يأتي هذا في الوقت الذي تدق فيه نواقيس الخطر بسبب الوباء المستجد كوفيد-19 حيث سيقف اليمن عاجزا أمام هذه الجائحة نظرا لتردي القطاع الصحي. وهو ما حذر منه مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان حيث قال في بيان له “إن اليمن مقبل على كارثة كبيرة ستتسبب في انهيار ما تبقى من القطاع الصحي وذلك مع تزايد احتمال انتشار فيروس كورونا. إذ دمر الانقلاب الكثير من المنشآت الصحية بما يصل إلى 70% مما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة وارتفاع عدد الجرحى الذين لم يتلقوا العلاج اللازم علاوة على مغادرة الكوادر الطبية المختلفة أرض اليمن.
منذ الانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة في سبتمبر 2014، تدهور الوضع الصحي بشكل متسارع ومخيف، فقد خسر اليمنيون ذلك الشيء البسيط في المجال الصحي حيث بات في أدنى مستوياته.
لكن مصائب اليمن لا تقف عند ذاك الحد بل تتجاوزها. ولعل أسوأ المظاهر لهذا الانقلاب الذي دخل عامه السادس هو الاستخدام غير المسبوق للألغام في أماكن متعددة وبطريقة عشوائية، الأمر الذي يصعب عملية إزالتها حاضرا ومستقبلا.
وكان مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان قد حمل المسؤولية الكاملة عن زراعة الألغام بمختلف أنواعها للميليشيات الحوثية مشيرا إلى أنها مازالت تزرعها حتى اللحظة في كل مكان تضع يدها عليه مما جعل اليمن يغرق بحقول لا متناهية من الألغام وذلك في تعد سافر على حق الإنسان في الحياة. فهم بهذا التصرف لا يتركون مجالا للشك بأن المستهدف الأول هو المواطن اليمني.
إن أبناء اليمن يعيشون أيامهم في معاناة إنسانية لا تلوح لها نهاية حيث يسير بخطى ثابتة نحو المجاعة عدا عن الكارثة الصحية التي تنبؤ بأنها ستكون الأسوء في تاريخ البشرية.