الأخبار
إن الميليشيات الحوثية منذ انقلابها لم تضع حجر أساس لمشروع تنموي واحد، ولم تفتح مدرسة أو جامعة، ولم تشق أو تعيد ترميم طريق، فكل ما أنجزته هو توسيع مساحات المقابر في المدن والقرى لتتسع لضحايا عدوانها الغاشم على اليمن.
فمنذ الاجتياح الحوثي لصنعاء، حولت هذه الميليشيات المدن اليمنية إلى معتقل واسع يئن سكانه من التوحش والتعذيب الجسدي والنفسي حد الموت.
فهي لا تتورع عن إراقة دماء اليمنيين عن طريق القصف العشوائي للأحياء السكنية بالصواريخ الباليستية وزرع الألغام والعبوات الناسفة إضافة إلى الزج بعشرات الآلاف من الأبرياء في محارق انقلابها كقرابين لنزواتها ومخططها التخريبي.
لقد قوضت هذه الجماعة المتمردة ما حققه اليمنيون على مدار سنوات من مشاريع تنموية وبنى تحتية وخدمات أساسية كالتعليم والصحة، وأعادت اليمنيين عقودا للوراء.
إذ لم يعد زرع الميليشيات الحوثية للألغام هدفه إعاقة الجيش الوطني من التقدم أو السيطرة على المناطق التي تفر منها بقدر ما هو هدفه الانتقام وقتل المواطنين وترويعهم.
وهو ما يفسر تعمدها زرع هذه العلب القاتلة في الحقول والمزارع والطرق والمراعي والوديان والمباني السكنية وحتى في الموانئ.
ويقدر خبراء عسكريون عدد الألغام المزروعة من قبل هذه الجماعة بمليوني لغم، في الوقت الذي لا تتوقف فيه العناصر الانقلابية عن طمر الألغام كل يوم وتفخيخ السهول والهضاب وكل شبر مرت منه لإزهاق أرواح بشرية بريئة وتعريض ممتلكاتها للخطر.
لقد سيطرت جماعة الحوثي على المناطق اليمنية بقوة السلاح. واعتبرت ذلك فرصة استثمارية لأنها لم تراع المصلحة العامة لذلك عملت على إطالة أمد انقلابها.
فطيلة السنوات المنقضية نقضت هذه الجماعة 70 اتفاقا وقعته مع الأطراف اليمنية ولم تف بتعهداتها لأن السلام لا يعود عليها بالنفع والمصلحة والنفوذ والسطوة، الأمر الذي جعلها تطنب وتتفنن في زرع بذور حقدها السامة، فإضافة إلى الألغام الأرضية المضادة للأفراد وارت القوات الحوثية الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن شخص علاوة على الأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار.
هذه الأعمال الإجرامية ترتقي إلى جرائم حرب، وذلك حسب القانون الدولي، لكن هذه الجماعة لا تول هذا أي أهمية بل مازالت تبتكر طرقا أكثر بشاعة لوأد الحياة في اليمن.
هذا الأمر أكده الفريق 25 مسام عندما اكتشف وجود عدد من الألغام داخل أحد البيوت بمنطقة الحدبة التابعة لمديرية موزع مع العلم أن هذا البيت كان سيشهد حفل زفاف خلال الأيام المقبلة، بالتالي تمكن “مسام” من إنقاذ مئات الأرواح من الهلاك الحتمي. هذه الحادثة تبين تعطش هذه الجماعة للدم وإصرارها على إلحاق الأذى بالمدنيين من خلال مواراة الموت في عقر ديارهم.
وفي سياق متصل، تمكنت فرق مسام الهندسية من إزالة 1385 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة خلال الأسبوع الرابع من شهر نوفمبر ليصل إجمالي ما تم نزعه منذ 31 أكتوبر الماضي ولغاية 27 نوفمبر إلى 6114.
هذه الجهود، التي أفضت إلى تفكيك الألغام وإبطال مفعولها وإزالة الخطر الذي كانت تشكله على حياة المواطنين، حافظت على استمرارية الأمل عند اليمنيين وأجهضت نية هؤلاء المتمردين لقبر الحياة.
إن الميليشيات الحوثية تتعمد زرع الألغام داخل منازل المدنيين لتظفر بأكبر عدد ممكن من الضحايا لتسكت غرورها وترفع معنوياتها التي اهتزت نتيجة هزائمها المتتالية. لكن خبرات مسام تقف حجر عثرة أمام مخططها الإرهابي.