الأخبار
اليمن حيث أتى الدمار على كل شيء جميل، حيث المباني المهدمة والجثث المتناثرة والدماء تخضب أرض بلد حزين.. إنه الإنقلاب الذي عاث في البلاد فسادا، ولم تلح بوادر نهايته بعد، إذ مازال المواطن يتجرع بسببه مرارة الحياة.
بعد 5 سنوات من إنقلاب الحوثي على الشرعية، لايزال الشعب اليمني يدفع فاتورة التمرد الذي حوله إلى أفقر شعوب العالم، إذ يطارده الموت أو الإعاقة ومن نجا يلاحقه الجوع والمرض.
ومع تأزم الوضع، لم يعد اليمنيون يعلمون ما ستؤول إليه نتائج هذا الإنقلاب الذي حول حياتهم إلى كابوس متواصل دفعوا ثمنه من أرواحهم وأطرافهم ومن فلذات أكبادهم.
كما أن التمرد الحوثي خلف انهيار مؤسسات الدولة ومنظومة الخدمات وانقطاع رواتب الموظفين وانهيار الاقتصاد وتفاقم الأزمة الإنسانية.
معاناة تزداد يوما بعد يوم، مع استمرار الحرب واستهداف الميليشيات الحوثية للمرافق الحيوية وللأحياء السكنية وحتى المخيمات عن طريق القصف والقنص والألغام.
إذ تواصل الألغام المزروعة في أنحاء متفرقة من اليمن تهديد الآلاف من سكان البلاد في حقولهم وطرقاتهم ومنازلهم. فالحوثيون خلفوا وراءهم كما هائلا من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة وغيرها من مخلفات الحرب القابلة للانفجار.
وحسب وكالة أسوشييتد براس الأمريكية “فإن الألغام الأرضية المتناثرة من قبل الحوثيين وقع استخدامها على نطاق واسع في اليمن، بالتالي ستمثل خطرا على الأجيال القادمة في أفقر دولة بالعالم العربي”.إذ تطفوا مساحات شاسعة من اليمن على حقول من الألغام العشوائية مما تسبب في سقوط مئات الضحايا وإلحاق تشوهات وإعاقات بآلاف اليمنيين”.
فاطمة محمد عبده إبراهيم، واحدة من الذين كشرت الألغام في وجوههم، حيث أصيبت جراء انفجار لغم أرضي زرعته ميليشيات الحوثي بجانب أحد المنازل في قرية ذراع الغبار شرق منطقة الشقب أثناء جلب حطب لمنزلها، مما أسفر عن بتر قدمها اليمنى إضافة إلى كسور في يدها وإصابات أخرى متفرقة في جسدها. وقد تم نقلها إلى مستشفى الصفوة بتعز بصعوبة كبيرة بسبب الحصار المطبق الذي يفرضه المتمردون.
وتعد قرية ذراع الغبار الواقعة شرق منطقة الشقب من إحدى المناطق المحاصرة من قبل جماعة الحوثي. وحسب المصادر فإن أفراد الميليشيات يتسللون ليلا لتلك المناطق المحاصرة ويقومون بزراعة الألغام الأرضية بها.
ويحرص الإنقلابيون على طمر بذور الموت في كل شبر من الأراضي اليمنية بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، لذلك كان إرساء مشروع مسام بمثابة طوق النجاة لليمنيين الذين دغدغ الأمل نفوسهم من جديد بعد أن شارفوا على فقدانه تقريبا خاصة في ظل المجهودات الكبيرة التي تبذلها الفرق الميدانية التابعة للمشروع لتطهير المناطق من هذه الآفة.
وقد نفذت مؤخرا الفرق الهندسية التابعة للمشروع السعودي “مسام” ثلاث عمليات تفجير وإتلاف لـ2500 لغم أرضي وعبوة ناسفة في منطقتي اليتمه والأقفال بمحافظة الجوف.
وعلى الرغم من الحالة النفسية والجسدية والمعيشية السيئة التي يعاني منها اليمنيون جراء الإنقلاب الذي ما فتئ القائمون به يعبثون بحياة المدنيين ويتلاعبون بمصيرهم بقيت آمالهم تتطلع لغد أفضل تنتهي فيه المعاناة ويعم السلام عموم الأراضي اليمنية شريطة أن تتظافر الجهود لتطويق هذه الأزمة وحلها.