الأخبار
أصبح اليمن مفاجأة “الربيع العربي” المرعبة، فقد مزقت أوصاله حرب شعواء أججتها ميليشيات الحوثي بسبب تكالبها على سلطة ليست من حقها ولم تنلها برضى الناس، بل لاقت نفورا واشمئزازا من أبناء اليمن. هذا البلد مزق أفئدتنا، فالمشاهد التي نراها يوميا تكشف الوجه القبيح والإنحطاط الذي بلغته جماعة الحوثي التي لم تتوان في استعمال أي وسيلة تمكنها من التشفي من المدنيين.
هذا البلد الذي كان يسمى يوما ما باليمن السعيد نظرا لسعادة شعبه وطيبتهم ورقة قلوبهم، أصبح الأكثر تعاسة وحزنا، إذ صار مليئا بالأشلاء والجثث.. مليئا بالمشردين الذين عصفت آلات الحرب الحوثية بمنازلهم، مستشفياته غاصة بالجرحى والمصابين بالأمراض الوبائية المميتة رغم أنها تفتقر لأبسط التجهيزات والأدوية.
هل أصبح قتل الأبرياء سهلا وبسيطا إلى درجة محاولة إبادتهم؟ أليست هذه المأساة تحرك المشاعر وتدمي القلوب أيضا فالميليشيات الحوثية لا تكترث لحياة اليمنيين ولا تأسف لسقوط آلاف الضحايا من أطفال ونساء وشيوخ كما أنها ترتكب جرائم حرب بحق أبناء اليمن بزراعتها للألغام باختلاف أنواعها وأشكالها في الطرقات والمنازل والمدارس والمزارع وأماكن الرعي والأماكن العامة.
فالإحصائيات والتقارير الدورية عن ضحايا الألغام والمتفجرات الحوثية تكشف مدى الخطر الكامن الذي يهدد اليمنيين جراء بقاء تلك الألغام التي حصدت ولازالت تحصد أرواح الآلاف من الأبرياء. ولعل خير دليل على ذلك ما حدث مع الأشقاء الثلاثة تميم مروان طارش عبدالله (سنتان)، وسماء مروان طارش عبدالله (4 سنوات)، وعصوم مروان طارش عبدالله (6 سنوات) الذين فقد اثنان منهما حياتهما، في حين أصيب أكبرهم، وذلك إثر انفجار لغم عندما كانوا يلعبون بجوار منزلهم بمنطقة جبيل شويع بمديرية صالة شرق مدينة تعز التي تشهد سقوط ضحايا بشكل متواصل إثر انفجار مخلفات الألغام التي زرعتها الميليشيات في عدد من الأحياء السكنية في نواحي المدينة.
في حين، أكد محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة أن مئات الآلاف من الألغام والمقذوفات والمتفجرات التي تواصل الجماعة الإنقلابية طمرها في عدة محافظات تكشف النفسية العدائية التي تحملها تلك الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران.
وثمن العرادة الجهود العظيمة التي يبذلها مشروع مسام في اليمن في سبيل إنقاذ حياة اليمنيين وتطهير كافة الأراضي اليمنية من الألغام التي وزعها المتمردون في كل مكان غير مكترثين بحجم الكارثة التي تستهدف اليمن ومستقبله لعقود قادمة.
فيما أبرز فريد الحميد عربية المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن في تصريح له أن الألغام ومخلفات الحرب غير المتفجرة تشكل خطراً كبيراً على السكان إذ توجد مساحات شاسعة ملوثة بالألغام.
لقد بات اليمنيون يتوسلون الأمن والسلامة والحفاظ على نزر قليل من ملامح المدنية والعمران المهددة بدورها بالتدمير في حال استمر الوضع على ما هو عليه واستمرت الميليشيات الحوثية في بعثرة بذور حقدها على الأراضي اليمنية.فهل سيأتي يوم نرى فيه اليمن وقد تعافى من أزمته؟.