الأخبار
لاتزال معاناة اليمنيين مستمرة بسبب ما ترتكبه الميليشيات الحوثية من جرائم وانتهاكات بحق الدولة والشعب، فرغم ما أنزلته من بلاء ورغم تسببها في انهيار الدولة على المستوى الأمني والغذائي والصحي والاجتماعي، فإنها لم تكتف بل اتجهت إلى “صناعة الموت” وتفخيخ الطرقات والمزارع وزراعة الألغام بشكل عشوائي ودون خرائط.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أكدت في تقاريرها السابقة أن الميليشيات الحوثية استخدمت الألغام المضادة للمركبات عشوائيا في انتهاك صارخ لقوانين الحرب، مما شكل خطرا على المدنيين حيث خطفت الأرواح وبترت الأطراف وحرمت عديد الأطفال من طفولتهم.
إن الألغام لم تقتل ولم تشوه فحسب، بل منعت عديد اليمنيين من حصاد محاصيلهم وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة. كما منعت علب الموت اللعينة منظمات الإغاثة من جلب الغذاء وتوفير الرعاية الصحية للمدنيين الذين تفاقم وضعهم المزري وتزايد عددهم.
وقد موهت جماعة الحوثي الألغام الفردية بجعلها على أشكال متنوعة تتماهى مع المواقع التي ستزرع فيها علاوة على وضعها داخل البضائع على غرار علب السجائر والأحذية وحتى علب معجون الطماطم.
فالألغام الفردية لم تشكل خطرا على أفراد الجيش الوطني فحسب، بل غالبا ما يكون المواطنون عرضة لهذا الخطر وبصفة دائمة، وهو ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا في مناطق مختلفة من اليمن.
وأكد وكيل محافظة الحديدة وليد القديمي أن الميليشيات الانقلابية مازالت تواصل انتهاكاتها وتصعيدها العسكري في المحافظة، إذ أنها تستمر في حفر الخنادق وزرع الألغام في مدينة الحديدة بالتوازي مع تصعيدها العسكري واستهداف منازل المواطنين في مختلف مديريات المحافظة بالساحل الغربي.
وقد هزت انفجارات عنيفة مخزن أسلحة وألغام موجود داخل مبنى خفر السواحل الواقع على بعد أمتار من مرسى السفن بميناء الصليف الخاضع لسيطرة ميليشيات الحوثي شمال مدينة الحديدة، مما أدى إلى تصاعد ألسنة النيران بكثافة وإثارة حالة من الخوف والهلع. وقد فرض المتمردون على إثر ذلك تشديدات أمنية غير مسبوقة.
لقد زادت أعداد جرائم الحوثي وزادت معها أعداد الضحايا من أبناء الحديدة وذلك منذ انطلاق اتفاق السويد، حيث استغلت الميليشيات الحوثية الهدنة لتجعلها مظلة لتنفيذ أعمالها الإجرامية واستهداف المنازل والأحياء بالقذائف والصواريخ والمدفعية في مديريات التحيتا وحيس والخوخة والدريهمي ومناطق الجاح ومنظر والمناطق الواقعة بأطراف مدينة الحديدة، علاوة على نثر بذور حقدها في مناطق متفرقة منها وسط هذا الجنون الحوثي بزراعة الألغام، تواصل الجهات المسؤولة عن نزع الألغام عملها بعزيمة كبيرة، وقد تمكن الجيش الوطني اليمني مؤخرا من إتلاف 1000 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، كانت قد زرعتها الأيادي المجرمة بمنطقة باقم شرقي محافظة صعدة.
وحسب ركن الهندسة العقيد ضيف الله الخولاني فإن عملية الإتلاف شملت 800 لغم أرضي مضاد للدروع و60 عبوة ناسفة و70 قذيفة غير منفجرة إضافة إلى عشرات الذخائر من مخلفات الحرب، كلها كانت مزروعة في المزارع والبيوت والطرقات والأماكن العامة.
من جهة أخرى، أعلن مدير عام مشروع مسام السيد أسامة القصيبي عن إتلاف وتفجير 995 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة في الكدحة بالساحل الغربي من قبل الفريق 30.
وتضمنت هذه العملية إتلاف 102 لغم مضاد للدبابات و772 قذيفة منوعة و63 عبوة ناسفة و8 صواريخ طيران و39 قنبلة منوعة و11 صاروخ كاتيوشا.
وللتذكير فقد نفذت فرق مسام منذ بدء المشروع وحتى اليوم 11عملية إتلاف في الساحل الغربي ليصل مجموع ما تم إتلافه إلى 67755 لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة.
هذا وصرح القصيبي أن الفرق الميدانية التابعة للمشروع استطاعت خلال الأسبوع الثاني من شهر يناير نزع 367 لغم مضاد للدبابات و786 ذخيرة غير منفجرة و17 لغم مضاد للأفراد و17 عبوة ناسفة ليكون الحاصل 1187، ليرتفع الرقم المنجز خلال شهر يناير إلى 2855.
هكذا يكون مشروع مسام قد تمكن من إزالة 123000 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة وذلك منذ بداية المشروع ولغاية 9 يناير.
تمر الأيام والسنين والميليشيات الحوثية ممعنة في نهجها التخريبي الدموي معتمدة على أكثر أسلحتها فتكا ألا وهي الألغام لاستهداف الأبرياء في الجبال والوديان والسهول والأحياء السكنية، حيث لا ينسحبون من أي منطقة إلا بعد جعلها منكوبة بمئات الألغام.
لقد طفح الكيل وصار على المجتمع الدولي التدخل بصفة عاجلة لإيقاف هؤلاء الإنقلابيين ومنعهم من مزيد تفخيخ حياة الأبرياء.