الأخبار
حتى بداية الانقلاب الحوثي كان اليمنيون لايزالون يدفعون ضريبة الألغام المزروعة بمناطق الصراعات الأهلية التي سبقت إعادة توحيد اليمن، حيث بقيت الألغام تمثل تهديدا مستمرا لحياة اليمنيين على مدى سنوات.
وبينما كان هذا البلد يرتجي الشفاء من ألغام صراعات النصف الأخير من القرن المنصرم، جاء الانقلاب ليبدأ فصل هو الأخطر في تاريخ البلاد مع تزايد تهديد ألغام، حيث انتشرت مئات الآلاف من الألغام الحوثية المضادة للأفراد والآليات عدا عن العبوات الناسفة بنسب متفاوتة في جميع المناطق التي شهدت مواجهات مباشرة ابتداء من عدن ومحيطها جنوبا وحتى صعدة والحدود مع السعودية أقصى الشمال مرورا بمحافظات تعز والحديدة ومأرب والبيضاء والضالع وأبين والجوف وحجة وغيرها من المحافظات المتضررة.
وتتصدر تعز قائمة المحافظات الأكثر تلوثا بالألغام حيث توجد هذه الآفة في 18 مديرية من مجموع 22 مديرية في المحافظة.
لقد تفنن الحوثيون في تصنيع وتمويه الألغام للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا إذ أجرت أيادي الشر تحويرات على ألغام الآليات لتصبح ألغاما مضادة للأفراد والتي تعتبر محرمة دوليا.
وكان السيد أسامة القصيبي مدير عام مشروع مسام قد اعتبر أن تمويه الألغام رهانه دموي بحت لأن هذه المتفجرات زرعت بطريقة عشوائية تهدف أساسا لإلحاق الأذى بالناس، إذ نشرت على نطاق واسع حيث يمكن العثور عليها في الأحياء السكنية ذات الكثافة السكانية المرتفعة وفي المنازل والمدارس والمزارع والجامعات.
لكن هذا الخطر لم يقتصر على اليابسة، فبعد زراعة أكثر من مليون لغم في الأراضي اليمنية منذ بدء الانقلاب أخذت الميليشيات الحوثية تنوع في وسائلها الإرهابية للقضاء على اليمنيين وذلك بزراعة أنواع جديدة من الألغام البحرية الإيرانية بسواحل البلاد الأمر الذي يعتبر تهديدا لآلاف الصيادين وخطوط التجارة الدولية، فتفخيخ البحر كان أحد الأساليب الإرهابية الحوثية لاستهداف السفن وممرات الملاحة الدولية في سواحل البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
لقد حرمت الألغام التي رمت بها ميليشيات الحوثي بشكل عشوائي إلى سواحل البحر الأحمر مئات الصيادين من ممارسة مهنتهم التي لا يجيدون غيرها علاوة على حصد أرواحهم وإحالة عائلاتهم على الخصاصة والعوز.
هذه الكارثة أدت إلى ابتعاد الصيادين وهجرهم للبحر الذي كان بالأمس يجلب لهم الرزق والقوت وصار اليوم مصدرا للموت والإعاقة.
على صعيد آخر، تمكنت الفرق الهندسية التابعة لمشروع مسام من إزالة 166987 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منذ انطلاق عمل المشروع ولغاية 14 مايو الجاري وذلك في إطار إزالة على الألغام التي تلاعبت بحياة اليمنيين وحولت بلدهم إلى سجن تفوح رائحة الموت من كل زاوية فيه.
بعد مرور ست سنوات على الانقلاب المشؤوم، فقد أبناء اليمن تقريبا كل مكتسباتهم التي حاربوا من أجل الظفر بها وصاروا يصارعون فقط من أجل البقاء والحفاظ على حياتهم خاصة في ظل الوجود الحوثي الذي أتى على الأخضر واليابس.