لقد تعلم اليمنيون من الحوادث المختلفة التي ألمت بذويهم وأهاليهم وأقرانهم وأبناء جلدتهم في اليمن أن الخروج من البيت قد يكون آخر عهد لهم بعالمهم الذي تركوه وراءهم، وآخر لقاء لهم بأحبتهم وربما آخر أنفاسهم في هذه الحياة، لأن خارج أسوار بيوتهم فخاخ موت متفجر تنتظر منهم الوقوع في كمائنها الدموية المهلكة.
وفي تاريخ 21 يناير 2020 قتل الطفل وجدي عبدالله بن عبدالله (13 عاما)، وأصيب شقيقه “صادق” بانفجار لغم أرضي بهما في محيط منطقة كيلو 16 شرق مدينة الحديدة.
كما قتل شقيقين بتاريخ 26 مارس 2020، وهما سالم أحمد دوله (12 سنة)، وعبدالله أحمد دوله (10سنوات) بانفجار لغم قرب منزلهما بقرية كوعي مديرية الدريهمي، ووفقاً لمصادر محلية فإن الحادثة جاءت بينما كانت الأسرة تجري ترتيبات للاحتفال بزفاف الشقيق الأكبر للطفلين.
وفي 18 نوفمبر2020، قتل ثلاثة من أسرة واحدة بانفجار لغم حوثي في منطقة الجاح غرب التحيتا.
وفي تاريخ 26 مايو 2021، قتل عبدالله سالم محمد سرحان (18 عاماً) وأصيب محمد علي محمد سرحان (40 عاماً) بانفجار عبوة حوثية ناسفة في جبل الشوب بمديرية القريشية في البيضاء.
كما عرف يوم 2 سبتمبر 2021، حادث مقتل عارف علي محمد الحميقاني وصالح ناصر حسين الحميقاني وإصابة عبدالرحمن أحمد حسين الحميقاني بانفجار لغم في قرية النسرين بمديرية الزاهر جنوب البيضاء.
وفي 6 سبتمبر 2021 قتلت آسيا محمد صالح الشجري (55 عاماً) وحفيدتها ميسون وهيب محمد العزيبي (8 سنوات) بانفجار لغم في منطقة حوامرة بمديرية ماوية شرق تعز.
وسجل في يوم 15 يناير 2022، مقتل خالد عبده حلبي (15عامًا)، وياسر أحمد ضلافي (17 عاما) بانفجار لغم حوثي في قرية الوعره بمديرية الخوخة جنوب الحديدة.
كما وقع بتاريخ 16 فبراير 2022، حادث قتل فيه ثلاث من المدنيين وهم: محمد احمد بلكم، سعيد محمد بلكم، خالد محمد بلكم بانفجار لغم أثناء مرورهم على دراجة نارية في قرية بلكم بمديرية التحيتا بالحديدة.
ليستمر مسلسل قتل المدنيين اليمنيين بدم بارد بواسطة الألغام الغادرة المتعطشة للدم، في وقت تكافح فيه فرق مسام مسابقة الزمن لإزالة أكبر عدد من فخاخ الموت المتفجر قبل أن يمنح بقائهم مدفونة في مخابئها الوضيعة فرصة لها لمزيد إزهاق أرواح الأبرياء.