الأخبار

لاتزال كارثة الانقلاب الحوثية وما خلفتها من أزمات إنسانية هي الأكبر في العالم حسبما وصفتها الأمم المتحدة، والتي قد تتضاعف بسبب استمرار تدمير البنية التحتية والمستشفيات إضافة إلى الحصار الذي يمنع وصول الأدوية اللازمة للعلاج والمساعدات الأمر الذي يجعل اليمنيين تحت رحمة الميليشيات الحوثية خاصة في المناطق التي تسيطر عليها.
وهو ما أكده مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن هذه الأزمة باتت الأسوء في العالم. ويبدو أنها ستزداد سوءا حيث يهدد الجوع والأمراض أرواح ملايين اليمنيين، إذ أن 80% من الشعب اليمني أي حوالي 24 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة أو الحماية منهم ما يزيد عن 14.3 مليون بحاجة ماسة إلى المساعدات، مما ينبئ بتحول اليمن إلى بلد “للأشباح الحية” خلال الفترة القادمة في حال لم تتوقف هذه القوى الظلامية عن ممارسة أساليبها القذرة لفرض سيطرتها.
الانقلاب والمجاعة والأوبئة والنزوح والانهيار الاقتصادي عناوين باتت تقترن باسم اليمن وترحل معه من عام لآخر. فقد تضاعفت أعداد المصابين بالأمراض والأوبئة، حيث شهد العام المنصرم انتشارا كبيرا للكوليرا إضافة إلى الدفتيريا والحصبة والجدري وحمى الضنك وغيرها من الأمراض على غرار جائحة كورونا التي تسجل حضورها على الأراضي اليمنية وسط مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة نظرا لتردي النظام الصحي وبنيته التحتية. هذا عدا عن ارتفاع عدد النازحين الذين يتجاوز عددهم الثلاث ملايين خلال 2019.
وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، قد عبر عن شعوره بالإحباط من الوضع في اليمن مشيرا إلى أنه مازال يتحدث عن آمال بدلا عن الحديث عن إحراز نجاحات، مشددا على أن انتشار فيروس كورونا والانكماش الاقتصادي العالمي يهددان اليمن بصعوبات أكثر من أي بلد آخر. أما فيما يخص الوضع العسكري فقد أعرب عن قلقه إزاء استمرار قصف المناطق السكنية.
وسط هذه المعاناة، يواصل مشروع مسام مهمته الإنسانية بثبات لإنقاذ أرواح بشرية تستهدفها أيادي الشر الحوثية عن طريق أشواكها المسمومة التي زرعتها في دروبهم. وقد تمكنت فرقه الهندسية من نزع 167303 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وذلك منذ انطلاق المشروع ولغاية 28 مايو. في حين بلغت مساحة الأراضي التي وقع تطهيرها خلال ذات الفترة 10.309.282 مترا مربعا.
ثمة تجاهل واضح وصارخ لأرواح اليمنيين من قبل الحوثيين. ويتضح بشكل جلي من خلال الانتهاك العلني للقانون الإنساني الدولي حيث مازالت مستمرة في شن هجمات على المناطق السكنية وزرع ألغامها وتجنيد الأطفال وقنص المواطنين.. فهل سيتحرك المجتمع الدولي لإنهاء معاناة الشعب اليمني المسكين الذي خارت قواه وهو يقاوم هذه المصائب مجتمعة؟.