الأخبار

بين العديد من الأطفال في اليمن وبين المدرسة، تربض عشرات بل مئات الألغام المتعطشة للدم. الطريق الرئيسي ملغوم وفناء المدرسة ومساحتها الخلفية كذلك
هذا حال عدة مدارس في اليمن اتخذتها المليشيات قواعد عسكرية وورش لصناعة السلاح، وقبل مغادرتها والهروب أغرقتها بالألغام وأحاطتها بأحزمة الموت من كل حدب وصوب
الدراسة بالنسبة لعديد الأطفال في اليمن باتت إما حلما بعيد المنال أو كابوسا يوميا قد يدفعون حياتهم ثمنا للاقتراب منه، فالترجل عبر حقل من الألغام للوصول إلى مدرستهم، في مدن مثل تعز وغيرها لا يمكن إلا أن يكون تجربة مرعبة إن لم تكن مهلكة
الألغام المزروعة بشكل عشوائي حول المدارس وفي أفنيتها ومحيطها والطرق المؤدية لها جعلت الكثير من الأهالي يعزفون عن إرسال أطفالهم إليها خوفا على حياتهم أو على رؤيتهم أحياء بأطراف مبتورة وعاهات مستديمة
الخيار بين الأمية والإعاقة والموت، مرير على أهالي اليمن وصعب على أطفالهم الذين يجهلون عادة ما يخفيهم لهم طريق مدارس تحولت إلى قنابل موقوتة بسبب الألغام، لكن غول الأمية يخيف بعض الأهالي أيضا ويجعلهم يكابرون على توجساتهم، وبحذر يحاول عدد من الطلاب أن يسلكوا طريقا واحدا إلى المدرسة، فالخروج عن خط سيرهم قد يكلّفهم حياتهم، وهذا ما يحذرهم منه يوميا الآباء ومدراء المدارس
ولأن المشي على نفس خط السير المؤمن ليس حلا آمنا بما فيه الكفاية والخطر ما يزال باق، فالفناء الخلفي لبعض المدارس يحتوي على عشرات الألغام، لذلك شيد عدد من أهالي بعض المناطق جدارنا صغيرة لفصل الأطفال عن مناطق يهابون اقترابهم منها، في انتظار وصول مدد العون الجاري على قدم وساق في عدة ربوع من اليمن ونزع فتيل هذه الألغام التي تقض مضاجع الأهل وتحرم الطفولة من معانقة المدارس في أمن وسلامة