الأخبار

في وقت حرثت فيه ربوع اليمن ألغاما عشوائية وهجر من أهلها من هجر وحوصروا بأحزمة الألغام ومنعوا عن مزارعهم وبيوتهم، وحيل بين أبنائهم وبين مدارسهم وقتل منهم من قتل وانتشرت بين أفراده حالات مبتوري الأطراف بسبب جور الألغام الغادرة، لم يقف الإعلام العالمي وقفة في مستوى المصاب الجلل لهذا الشعب الأعزل في معركته الضارية مع فخاخ الموت المتعطشة للدم.
غفلة كبيرة من الإعلام العالمي تجاه هذا الملف الإنساني المثقل بالألم والمآسي.. بلد كامل زرع ألغاما لم تزرع في أي مكان في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، بأصناف مختلفة، وطرق زراعة وتمويه غير مألوفة ونزعة للتقتيل دون هوادة وسجلات مترعة بالضحايا وحاجة ملحة لأطراف اصطناعية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في تلك الربوع القصية على كثير من دوائر اهتمامات وسائل إعلامية عالمية، مما يسلط على شعب اليمن ظلما آخرا مفاده تجاهل مأساته مع الألغام.
واليوم يحتاج اليمن من الإعلام العالمي وقفة دعم عادلة لقضيته مع الألغام الغادرة، فمأساته يجب أن توضع تحت مجهره المحترف وأصوات المظلومين يجب أن تطلع إلى الخارج وتصدح بما ألمّ بها والعالم يجب أن يطّلع على ما يحدث في ماراثون المثابرة من أجل إنقاذ اليمنيين من براثم الألغام والجهود يجب أن تتظافر لتخفف عن اليمنيين مصابهم.
فمن باب الإنصاف لليمنيين يجب أن يحظى ملفه مع الألغام بمقاربة إعلامية شاملة ومهنية تكشف فظاعة الجريمة التي ارتكبت في حقه من طرف من زرع وحرض على وضع فخاخ الموت بطريقة هستيرية، ويجب حث الهمم لوقوف جماعي معه في محنته حتى يصل بر الأمان، وهنا يبرز دور الإعلام العادل، الشفاف، والموضوعي المحوري في المأزق اليمني مع الألغام.