الأخبار
لم تغب عن ذاكرة اليمنيين في الذكرى السادسة لنكبة 21 سبتمبر مواكب الموتى التي ظلت الحدث الأبرز للانقلاب.. عشرات المقابر التي طوقت اليمن والتهمت الآلاف من المدنيين الأبرياء.
لقد دفع هذا البلد ضريبة باهظة لانقلاب الميليشيات الحوثية تمثل بمقتل أكثر من 20 ألف مدني وإصابة عشرات الآلاف بنيران مباشرة وبألغام محرمة دوليا، عدا عن الأوبئة التي فتكت بدورها بالآلاف جراء تدمير الميليشيات الانقلابية للقطاع الصحي فضلا عن الجوع الذي أنهك أجساد الصغار والكبار.
إن حالة الفوضى التي تكرسها ميليشيا الحوثي لا تستثن الشارع أبدا، فالمدن التي لا تخضع لها تقصف ويقتل من فيها بالألغام التي تخلفها هذه الجماعة وراءها، كما تفرض عليها حصارا وتقود ضدها حربا اقتصادية مفتوحة، أما المدن التي تقع تحت سطوتها فإنها تقودها إلى الفوضى العارمة بكل تفاصيلها.
لقد شرعنت جماعة الحوثي لنفسها الحق المقدس في الحكم لهذا تعتبر معاقبة من يخالفها أمر واجب لذلك تجدها تتفنن في زراعة الموت، إذ أن أي جماعة مسلحة أو إيديولوجية عقائدية تعيش على الفوضى ويتغذى فكرها من سلوكياتها ومسالكها.
وجماعة الحوثي واحدة من هذه الجماعات التي ترى أن بقاءها مرهون باستمرار الانقلاب لذلك من مصلحتها عدم تحقيق السلام إلا وفق شروطها هي.
اليمنيون اليوم في كرب عظيم بسبب الألغام التي نثرت في مختلف ربوع اليمن، إذ تواصل هذه الأخيرة حصد الأرواح بشكل مستمر وزادت في تفاقم انعدام الأمن الغذائي وحالة الفقر التي يعيشها الشعب.
لقد سلبت هذه الآفة حياة الآلاف من المدنيين وتسببت في فقد قرابة مليوني يمني لأطرافهم بشكل كلي أو جزئي، وذلك وفق بعض التقارير الحقوقية. فيما أشارت دراسة لمؤسسة “بوميد” الأكاديمية للأبحاث إلى وجود 4 ملايين معاق في اليمن نتيجة الأسلحة المتفجرة.
وتعد هذه الفئة الأكثر تعرضا للإقصاء في غمار الأزمة التي يعيشها البلد، حيث لا تحصل إلا على دعم شحيح خاصة وأن أغلب المراكز التي تعنى بهم تعرضت إلى التدمير والتخريب.
الجنون الحوثي بزراعة الألغام عمق معاناة اليمنيين وجعلهم يعيشون حالة من الخوف، فمع أي خطوة يمكن أن يكشر لغم عن أنيابه ويفتك بجسد ضحيته.
وفي علاقة بهذا الموضوع، أكدت لجنة الحقوق والإعلام التابعة للسلطة المحلية بمحافظة الجوف أن الألغام التي زرعتها الميليشيات في المناطق الزراعية في مديريتي الحزم وخب الشعف أدت إلى مقتل 3 مدنيين بينهم امرأة وإصابة 17 آخرين بينهم 3 أطفال و12 امرأة.
هذا الفعل الإجرامي الذي ارتكبته هذه الجماعة الإرهابية وجد استنكارا من المملكة العربية السعودية التي أكدت أنها الأخ العاضد في وقت النوائب، حيث عبرت عن ذلك من خلال إرساء مشروعها الإنساني “مسام” لنزع الألغام الذي استطاع إزالة 200000 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة كما تمكن من إعادة الحياة للعديد من المناطق اليمنية.
وكان الفريق 26 مسام قد نفذ عملية مسح شامل للطريق الفرعية الرابطة بين مديريتي التحيتا والخوخة بمحافظة الحديدة الذي شهد انفجار عبوة ناسفة أسفر عن مقتل وإصابة 12 مدنيا بينهم نساء وأطفال وذلك لتجنيب المدنيين الوقوع في حوادث مماثلة وإبعادهم عن خطر الألغام والعبوات الناسفة التي لوثت المحافظة بشكل كثيف وعشوائي. مع العلم أن هذا الفريق تمكن من تأمين أغلب الطرق الرئيسية التي تربط مديريات وقرى الساحل الغربي.
يحاول الحوثيون إعادة اليمن إلى ما قبل التاريخ وذلك من خلال تدميره وتخريبه والتنكيل بسكانه الكارهين لوجودها، الأمر الذي جعلها تفخخ البلد بأكمله علها تشفي غليلها.