الأخبار

حينما ناشد أبناء قرية الأشروح بمديرية جبل حبشي، محافظ تعز للتدخل ومساعدة أبناء منطقة القوز للعودة إلى منازلهم التي هجروا منها بسبب ألغام الحوثي، لم يقدر أهل تلك البقعة من اليمن، وهم غيض من فيض حالات المستضعفين في هذا البلد المنكوب بالألغام، على مواصلة المكابرة على جراحهم التي تمعن الألغام المنتشرة بجنون في كل حدب وصوب في فتحها ورش الملح عليها.
فصحيح أن صوت تلك المناشدة توجهت في المقام الأول إلى السلطات المحلية للتدخل ونزع الألغام المزروعة في هذه المنطقة والتي قتل فيها عدد من النساء خلال الفترة الماضية إضافة إلى إصابة أطفال بإعاقات دائمة سببها الألغام الحوثية.
وهي شكوى طبيعية، فأهل اليمن الذين أثخنوا بجراحات الألغام الجائرة يهرعون إلى من يثقون أنه الأقرب منهم والأكثر علما وتعاطفا وتفاعلا مع مصابهم، وقد برهنت السلطات المحلية مدعومة بقوى التحالف العربي والمشاريع الإنسانية وعلى رأسها مسام أنها كانت ولازالت الصدر الرحب المعطاء الذي يسعى جاهدا أن يمنح اليمنيين أسباب الأمان.
لكن أهل هذه القرية وجهوا أيضا دعوات للمنظمات الدولية والمحلية لمساعدة أبناء منطقتهم وتمكينهم من العودة لديارهم بعد تخليصهم من الألغام، وهي دعوة أطلقها هؤلاء كصوت استغاثة ومناشدة واستجداء لأصحاب الضمائر الحية والقلوب الرحيمة والحس الإنساني للانضمام لركب جهود القوى الوطنية والمشاريع الإنسانية القيمة المكافحة للألغام على منوال مسام لتخليص اليمنيين من قيد فخاخ الموت وتحرير اليمن من عنق زجاجة خانقة أريد لشعبه أن يُعلّب فيه في وشاح من حزن وألم وعجز، لكن إرداة الله وعزم أهل العطاء غيروا مجرى مخطط شيطاني رسمه العدو بدموية محضة، ولن يجهض كليا إلا بهبة محلية ودولية إنسانية تنقذ اليمن من صفيح الألغام الساخن الذي يسير بها إلى المهالك.