الأخبار
ملايين الألغام زرعت في اليمن، آلاف القصص التي تدمي القلوب وقائمات لم تحصر أرقامها بعد لعدد ضحايا فخاخ الموت وحقول الألغام الممتدة كالفطر في مختلف ربوع اليمن.
خطوط الطول والعرض في جغرافيا اليمن وتضاريسها تقاطعت مع زحف مجنون للألغام، وهواجسها وآلامها سيطرت على الناس وشغلت الرأي العام الدولي حيال هذا الملف المعضلة في اليمن .
فالألغام التي غرست في الخاصرة اليمنية كانت ولازالت تهدف إلى شل الحياة فيها، ولكن نسائم الأمل ورياح التغيير والإعمار، أبت إلا أن تنتصر لليمن واليمنيين في تلك الأراضي.
دموع فراق الأحبة وحسرة ترك الأرض والدخول في دوامات النزوح القصري داخل ربوع الوطن ورؤية فلذات الأكباد والأزواج والزوجات وغيرهن من مختلف أفراد العائلات، وقد نهشت هذه الألغام الغادرة من أجسادهم وأحلامهم ومستقبلهم مساحات ومعاني غزيرة، لم يثن اليمنيين على مواصلة الحياة ولم يقنعهم ولو لوهلة أنهم سجنوا في عنق زجاجة وأنهم لم يبق لهم سوى التسليم للموت حسرة بين هجرات داخلية خوفا من الهلاك الذي يلاحقهم أينما حلوا، أو المغامرة الخاسرة مع الألغام والتي لا يخفى نتائجها على أحد، فإما موت محقق أو فناء بطيء وعجز وسلسلة من الآلام والمعاناة التي لا تنتهي.
معاني وصور وسيناريوهات سرعان ما أعاد ترتيبها الشارع اليمني في عدة ربوع من بلاده على طريقته، بعد أن ألقوا كل مخاوفهم وتوجساتهم بعيدا عن رغبتهم الجامحة في مواصلة الحياة مهما كان الثمن.. وفعلا كانت الكلمة الفصل لهم.
شوارع مأرب، بيحان، عسيلان، الساحل الغربي، ميدي، وغيرها في اليمن، قالت كلمتها بعد أن خرج الناس ليعيدوا الحياة لمجراها الطبيعي.. أسواق عامرة وتجارة رائجة وطرقات مكتظة وحركة سكانية دؤوبة تقول لكل من يريد أن يدخل اليمن في كهف المخاوف، أن نور الحياة أقوى من أن تطفأها حقول ألغام بائسة متعطشة للدم.