الأخبار

من شأن الظروف المعيشية لأطفال اليمن أن تجلب العار للبشرية التي تقف متفرجة عما يحدث هناك. إذ لا يوجد عذر لهذه الصورة السوداوية في القرن الـ21.
وقد رسم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، صورة قاتمة للوضع في اليمن خاصة في حال لم يتم تقديم المساعدات اللازمة لدرء كارثة في هذا البلد الذي يعاني الفقر والجوع والأمراض. أضف إلى ذلك انتشار فيروس كورونا الذي أدى إلى وفاة 25% من المصابين بالمرض وهو ما يمثل خمسة أضعاف المعدل العالمي.
وفي الوقت الذي يثابر فيه اليمنيون للحصول على لقمة العيش التي باتت شغلهم الشاغل للحفاظ على حياتهم، وفي الوقت الذي يواجه فيه ما يقارب الـ20 مليون يمني نقصا حادا في الغذاء منهم ما يقارب الـ5 ملايين يعانون ظروفا شبيهة بالمجاعة، وفي ظل انتشار الأمراض والأوبئة وفي مقدمتها الوباء المستجد كوفيد 19، تواصل الميليشيات الحوثية زرع الألغام المتنوعة في مناطق سيطرتها وخطوط التماس لاستهداف المدنيين وإعاقة تقدم القوات الحكومية.
إن استمرار الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي على اليمن يعد بحد ذاته سببا رئيسيا يعيق جهود تخليص الأرض من الألغام عدا عن عدم إمكانية الوصول إلى الكثير من المناطق الملغومة.
لذلك تعمل فرق مشروع مسام حسب خطة الطوارئ التي تهدف إلى تمكين النازحين من العودة إلى ديارهم وقراهم ومدنهم التي هجروا منها قسرا من خلال التركيز على فتح الطرقات وتأمينها لتسهيل إيصال المواد الإغاثية وإعادة الخدمات إليها.
إذ يسعى المشروع إلى تخليص اليمن من أسوء كارثة إنسانية تهدد أبناء هذا البلد المسكين ألا وهي الألغام ومخلفات الحرب التي تنتشر على مساحات واسعة شملت الوديان والقرى والطرق والمزارع والجبال والمنشآت العامة والخاصة إضافة إلى المنازل والمدارس في مختلف المناطق التي طالتها أيادي الانقلاب المشؤوم.
وكان الفريق 13 مسام قد تمكن من تأمين وتطهير 30 حقل ومنطقة ملغومة قدر حجم مساحتها بـ700 ألف متر مربع وذلك منذ بداية عمله وحتى اليوم. خلال هذه الفترة استطاع إتلاف أكثر من 3 آلاف لغم وعبوة ناسفة عدا عن القذائف والذخائر المنفجرة.
لقد حولت الأيادي السوداء عديد المناطق اليمنية إلى حقول موت بعد أن درجت على طمر الآلاف من بذور حقدها في محاولة لفرض سيطرتها وتحقيق فوز معنوي على الأرض من خلال سفك دماء الأبرياء وإشباع رغبتها في التشفي والانتقام.