الأخبار
6 سنوات خلت منذ انقلاب ميليشيات الحوثي على السلطة الشرعية في اليمن، عانى خلالها اليمنيون الويلات ورمت بالبلاد في أتون صراع مستمر ماتزال رحاه تدور في أماكن متعددة، استعملت فيه هذه الجماعة أبشع الأساليب. وتأتي على رأس القائمة الألغام، اللعنة التي حلت بالأراضي اليمنية حاضرا ومستقبلا.
الحوثيون، أثناء هذه الفترة، أوصلوا اليمن إلى أسوء مرحلة في تاريخه، حيث عمدوا إلى تدمير ماضيه وحاضره ومستقبله عبر متفجراتهم التي أمطروا بها جميع الأماكن حتى صار الموت يختبئ في كل زاوية.
زراعة الموت مزقت أوصال الجسد اليمني وجعلته يعتلي فوهة بركان. إرث يصعب التخلص منه خلال السنوات القليلة القادمة نظرا لأنه وقع زرع أكثر من مليون لغم منذ 2014، مما جعل اليمن أكبر دولة ملغومة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية.
وقد تفننت الميليشيات في طمر ألغامها أملا في الإيقاع بأكبر عدد ممكن من الضحايا عل ذلك يشبع رغبتها في القتل ويشفي جراحها الناجمة عن الخسائر التي تكبدتها بسبب صمود أبناء اليمن والقوات الشرعية.
ولم تكتف هذه الجماعة الانقلابية بذلك، بل وبعد زراعتها لهذا الكم الهائل من الألغام على اليابسة، توسعت في استخدام أدواتها الإرهابية. وكان تفخيخ البحر أحد الوسائل لإحكام الخناق والتضييق على اليمنيين باستهدافها للسفن وممرات الملاحة الدولية.
لقد أمعنت الميليشيات في زراعة أدوات الموت، مما ألحق الأذى بالسكان والمزارع والمباني والمنشآت وحتى الحيوانات. وجاءت السيول لتزيد الطين بلة، فقامت بجرف الألغام إلى الأراضي الفلاحية وبطون الأودية والطرقات الأمر الذي جعل تنقل أبناء تلك المناطق أشبه برحلة طويلة من الخوف والألم والرعب.
لطالما مارست الميليشيات سياسة حصد الأرواح وتدمير الأرض بتلذذ، لذلك هبت فرق مسام لنزع هذه الأشواك التي نخرت الجسم اليمني وقامت بعمل كبير وجبار خلال فترة وجيزة.
وقد ترجمت أعداد الألغام المنزوعة ذلك، إذ تمكنت الفرق من إزالة ما يزيد عن 180 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة منذ انطلاق المشروع إضافة إلى تطهير 13.322.291 مترا مربعا من الأراضي اليمنية.
إنجازات ممتازة لهذا المشروع بعثت الأمل في نفوس اليمنيين وأعادت الحياة لمناطقهم ومكنتهم من مزاولة نشاطاتهم.
معركة مصيرية تدور على اليابسة تتمثل في تأمين حياة ملايين اليمنيين من ألغام الحوثيين التي ركزوا خلال طمرها على المناطق المأهولة بالسكان في استباحة واضحة لدماء أبنائها وحقهم في الحياة.
هذه الكميات الكبيرة من الألغام المزروعة تبين النهج الدموي لهذه الميليشيات، لكن ذلك الخطر لم يحبط عزيمة فرق مشروع مسام للمضي قدما نحو تطهير الأراضي اليمنية من الألغام.