الأخبار
كان اليمن فيما مضى ملجأ لـ246 ألف شخص، وذلك حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. لكن سكانه اليوم باتوا يبحثون عن أرضهم تقيهم جحيم انقلاب جائر لم يجلب لبلدهم سوى الوبال والبلاء.
لكن منذ ذلك اليوم الأسود الذي كان فيه اليمنيون على بعد خطوة واحدة من معانقة أحلامهم واستنشاق نسيم فجر عهد جديد لطالما انتظروه، انقلبت حياتهم رأسا على عقب، إذ دخل اليمن نفقا مظلما لم يعرف لنهايته مخرجا. فبفعل الدعم الخفي الذي تلقته جماعة الحوثي، تمكنت هذه الأخيرة من إجهاض حلم تاق إليه اليمنيون بشدة إذ نصبوا خيام الانقلاب ووشحوها بشعارات الموت.
لقد عايش اليمنيون خلال هذه السنوات أسوء حقبة في تاريخهم الحديث. فخلال الست سنوات الماضية، كان أبناء هذا البلد المسكين شهود على قبح هذه الجماعة وسطوة ظلمهم وفساد نواياهم وسواد حاضرهم ومستقبلهم. لقد نكلوا بالمدنيين وأذاقوهم شتى أنواع العذاب من قتل واختطاف ونهب وسلب وتجويع وتشريد وتلغيم وتدمير للبني التحتية والممتلكات الخاصة والعامة.
لذلك تبدو الأوضاع في اليمن غاية في المأساوية، ولا توجد مبالغة في استعمال هذه العبارة لأنها أقل ما يمكن أن نصف به الوضع هناك حيث لم يعد الكثير من السكان يجدون المأكل والمأوى. ومازال الوضع يسير من سيء إلى أسوأ خاصة في المناطق التي تسيطر عليها هذه الميليشيات، أين تقف حجرة عثرة أمام دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والطواقم الطبية التي تحاول إنقاذ الجرحى والحيلولة دون خسائر إضافية في الأرواح.
لقد استباحت هذه القوى الظلامية دماء المدنيين، حيث شنت هجمات عشوائية على أحياء سكنية في أعمال ترقى إلى جرائم حرب باعتبارها تستهدف المدنيين العزل مباشرة.
فحسب تقرير للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان فإن الحوثيين استخدموا أسلحة لها آثار مدمرة واسعة النطاق كالصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون وجهت عمدا على المدنيين مما أدى إلى قتلهم وإلحاق إصابات لا تحصى ولا تعد، هذا إضافة إلى استمرارها في زراعة الألغام التي تمثل أحد أخطر أنواع الاعتداءات التي تمارس على المواطنين اليمنيين باعتبارها تعرض حياة العدد الأكبر من السكان إلى الخطر، عدا عن منعهم من مزاولة نشاطاتهم والحصول على قوتهم وقوت عائلاتهم.
إن ما تفعله الميليشيات الحوثية في اليمن ما هو إلا جريمة في حق الإنسانية. لقد أعطت لنفسها حقا ليس لها وفرضت نفسها على سكان هذا البلد بقوة السلاح معتقدة بذلك أنها ستتمكن من فرض فكرها وفكر الداعمين لها.