الأخبار

مع سماع دوي أي انفجار أو صوت قذيفة مدفعية كانت أو صاروخية، تهتز أوصال المدنيين وتتزعزع أركان قلوبهم. فكل استهداف للمواطنين العزل يزيد عدد القتلى ويخلف العشرات بإعاقات دائمة منها البصرية أو السمعية أو الحركية.
وبحسب آخر إحصائيات تحالف رصد، وصل عدد ذوي الإعاقة الملايين. هذا الرقم ينضاف إلى جملة الأرقام التي تصور ما يقاسيه هذا الشعب جراء الحرب الحوثية الهمجية.
هذه الفئة تعاني الأمرين في ظل الوضع المتأزم الذي تعيشه البلاد، فلم تعد تصلهم أي خدمات صحية أو اجتماعية رغم أنهم في أمس الحاجة إليها. حيث توقفت العديد من المؤسسات الخاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة عن تقديم خدماتها التعليمية والتأهيلية والاجتماعية والتي يزيد عددها عن 300 مؤسسة، ما زاد حياة هؤلاء الأشخاص تدهورا يوما بعد يوم.
ومع استمرار الحرب الشعواء التي أشعلتها جماعة الحوثي للعام السادس على التوالي، طال القصف والتفخيخ العمق البشري في المنازل وفي الأسواق وفي المزارع وعلى الآبار.
لقد تضرر الشعب اليمني بجميع فئاته، لكن تبقى الفئة الأكثر تضررا هي ذوي الاحتياجات الخاصة ليس بما تجرعته من معاناة جراء حرمانها من الغذاء والدواء والسفر إلى الخارج للعلاج فحسب بل بما زاده في قوام هذه الفئة من معاقين جدد أغلبهم من النساء والأطفال، وذلك بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية ناهيك عن القصف والدفع بالأطفال والمدنيين إلى جبهات القتال. وهو ما يعد أكبر تهديد لحياة اليمنيين لسنوات القادمة.
إن هذه الجماعة الانقلابية لا تتوانى في إلحاق الأذى بالمواطنين، فقد فتحت خلال الأسابيع الأخيرة جبهات جديدة للقتال في الضالع والجوف ومأرب بدلا من جنوحها للسلام وتطبيق التزامات اتفاق استوكهولم. وكلما مرت من مكان إلا وجادت عليه بكميات من الألغام لتخلف لوعة في قلوب سكان هذه الأرض الطيبة نظرا لارتفاع احتمالية الموت والإعاقة.
ولمداواة جراح اليمن وانتشاله من مستنقع الحوثيين، يسعى مشروع مسام إلى تطهير المناطق الموبوءة من فخاخ الموت المطمورة فيها.
وقد تمكن الفريق 13 مسام من تأمين 27 حقل ومنطقة ملغومة ابتداء من مديرية صرواح بمحافظة مأرب وانتهاء بصحراء اليتمة بمحافظة الجوف، فخلال عام ونصف من العمل المتواصل استطاع هذا الفريق نزع وإتلاف أكثر من 3 آلاف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة 70% منها في محافظة الجوف و30% في محافظة مأرب. وقد أشار قائد الفريق النقيب نايف الحميدي أن فريقه نفذ 6 عمليات تفجير وإتلاف للألغام لضمان عدم استخدامها من قبل أي طرف.
مازال اليمن غارقا في دوامة دم حيث رويت أرضه بدماء أبنائه ولطخت جدرانه بلونها رغم الجهود التي تبذل لرفع المعاناة عن هذا الشعب. لكن لازالت الميليشيات الحوثية تصب الزيت عن النار سرا وعلانية للوصول إلى مبتغاها.