الأخبار
تحتَ التراب و على هيئة حجر في طريق ما، أو لعبة في متناول الأطفال، مثلت الألغام مصيدة اليمنيين وموتهم الخفي الطرقات العامة والقرى والصحاري، والأراضي الزراعيةُ، حولتها مليشيا الحوثي إلى حقول للموت، توقفت معها الحياةُ في كثير من المناطقِ اليمنيةِ المزروعةِ بالألغام.
في منطقة السفالية إحدى مناطق مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز يسرد الشيخ أحمد صالح عيسى المرعني ما أحدثته ألغام الحوثيين في مناطقهم وما نتج عنها من خسائر بشرية ومادية بحق المدنيين.
ويقول الشيخ صالح المرعني لمكتب مسام الإعلامي إن اقتحام الحوثيين لمنطقتهم وسيطرتهم عليها بقوة السلاح أجبر الأهالي على النزوح وترك منازلهم ومزارعهم ليعيشوا بعد ذلك في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة لأكثر من أربع سنوات وفور دحر المليشيات تسابق الأهالي في رحلة العودة إلى الديار وطي صفحة النزوح والتشرد غير مدركين بأن الغام الحوثيين وعبواتهم الناسفة التي زرعتها وبكثافة في الطرقات والمنازل والمدارس والمزارع وحتى دور العبادة كانت لهم بالمرصاد لتحول المنطقة الى جحيم لكل أبنائها.
ويضيف الشيخ صالح المرعني “عمت الانفجارات كل المنطقة وسقط على إثرها العشرات من السكان بين قتلى ومعاقين فيما البقية ظلوا محاصرين يسيطر عليهم العجز والخوف والهلع ويعتريهم الخوف والرعب من سقوط ضحايا جدد بسبب الألغام”.
وبينما كان الأهالي يواجهون الموت ويترقبون موعده بعجز وخوف وصلت فرق مسام الهندسية لتنتشلهم من واقع البؤس والخوف الذي عاشوه وتعيد لهم الأمل مجددا في حياة جديدة وبعدية كل البعد عن خطر الألغام.
وخلال فترة وجيزة من وصول الفريق 23 مسام إلى منطقة السفالية، تمكن من تأمين مساحة تقدر 8500 متر مربع تضمنت المداخل الرئيسية والفرعية للمنطقة وكذا منازل المدنيين ومناطق تجمعاتهم ومصادر عيشهم.
وعن إنجازات الفريق 23 مسام، أكد قائد الفريق المهندس عبده إبراهيم أن فريقه تمكن منذ بدأ عمله في مديرية موزع وذباب من نزع وتأمين 3000 لغم مضاد للدبابات بالإضافة الى مئات الألغام الفردية.
وعن طبيعة عمل الفريق 23 مسام، أشار قائد الفريق إلى أن الفريق يولي المناطق السكانية والأراضي الزراعية والطرقات الرئيسية والفرعية أولوية قصوى في عمل الفريق بهدف أبعاد السكان المحليين من مخاطر الألغام والحد من وقوع ضحايا جدد في صفوف المدنيين.
ونوه عبدة ابراهيم إلى أن فريقه تمكن من تأمين وفتح العديد من الخطوط الرئيسية في مديرية موزع وذباب أهمها الخط الرابط بين مديرية موزع و مديرية ذباب وكذا الخط الرابط بين باب المندب ومديرية المخا بالإضافة إلى العديد من الخطوط الفرعية التي تربط المدنيين بمنازلهم ومزارعهم ومناطق رعيهم.