بين النزع والتوعية.. مسيرة العطاء الإنساني لمسام تشق طريقها في اليمن

بالأمس كان الطفل سليمان عزيز يلعب مع رفاق طفولته، يجري ويمرح ويشاغب الحياة دون تعب.. واليوم تغير كل شيء في واقعه

فلغم غادر سلبه أحد رجليه وهو يرعى الغنم، وبات سليمان معاقا، يبذل كل جهده للمشي بعصوبة بالغة، ولا يقدر لا على اللعب ولا على الرعي كما كان.. والحقيقة الجديدة والوحيدة في حياة سليمان اليوم أنه أصبح معوقا وعاجزا.

ربما لم يتسن للطفل سليمان تعلم تجنب الأجسام الغريبة ولم تمنحه علب الموت العشوائية والغادرة فرصة النجاة من فخاخها، كما حدث مع الطفل اليمني أحمد علي، الذي بين أن مسام يسهر على أمن اليمنيين من الألغام، معتبرا أن حملات مسام التوعوية تحمي الأبرياء من شر علب الموت المتفجر، حيث أكد أن فرق هذا المشروع الإنساني لا تكتفي بنزع علب الموت بل تعمل باستمرار على توعية الناس بمخاطرها وطرق تمويهها حتى يأخذ الأبرياء الاحتياطات اللازمة ويتجنبوا خاصة الأجسام المشبوهة التي قد يكون بداخلها لغم مهلك.

وقد اعتبر المواطن اليمني عارف محمد حسن أن مهمة مسام الإنسانية في اليمن يقوم بها أبطال حقيقيون، هم أبطال مسام وهم أمل اليمن في النجاة من الألغام، فهؤلاء الأبطال ينزعون الألغام وهي مهمة في غاية الخطورة والدقة، خاصة مع انتشار علب الموت وعشوائيتها، كما بين عارف محمد أن هذا المشروع  يقوم بتوعية الناس بمخاطر الألغام، وهذه الحملات التوعوية في منتهى الأهمية خاصة مع غياب خطة عمل توعوية شاملة لتوعية الناس في البلاد بمخاطر هذه الفخاخ القاتلة، ونحن نشكر مسام على جهوده الجليلة ونتمنى استمرار عمله سنوات عديدة، فمع كل لغم ينزع هناك انقاذ لحياة انسان في اليمن.

كما أفاد صالح محمد العبدلي مدير مستشفى المخا الميداني، أن المستشفى كان يستقبل حالات ضحايا الألغام والعبوات الناسفة بشكل كبير، ولكن عندما تدخل مشروع مسام في اليمن بمجهوداته الإنسانية الكبيرة وإنجازاته الملموسة على الأرض، خفت حالات الوفيات والإعاقات والإصابات التي كانت تصلنا باستمرار بسبب علب الموت بالساحل الغربي.

وقد بين صالح العبدلي أن خبر تمديد عمل مشروع مسام في اليمن للسنة الخامسة على التوالي قد تلقيناه بفرح كبير لأن استمرار مسام في جهوده الإنسانية في نزع واتلاف الألغام يعنى حتما تراجعا في الضحايا الأبرياء لهذه العلب القاتلة.

وقد قال الطفل اليمني دائل مصطفى أن حملات مسام التوعوية تصل المخيمات الصيفية بالمخا، حيث جاءت بعض فرق المشروع لهذا المخيم لتقدم بعض الإرشادات التوعوية للمشاركين وتحذرهم من ضرورة الالتزام ببعض التدابير الوقائية التي قد تجنبهم الوقوع في فخاخ الألغام المهلكة.

وقد شكر دائل فرق مسام على هذا المجهود الإنساني الذي يضاف إلى إنجازات مسام الميدانية، حيث عبر دائل عن تقديره لهذا لمسام الذي لم يكتف بإزالة الألغام والتدخل في الطوارئ، بل يعمل أيضا على توعية اليمنيين وخاصة الأطفال بمخاطر الألغام، وقال: قد تعلمت شيئا هاما جدا.. لا ألمس أي جسم غريب وإذا انتابني الشك تجاهه أبلغ الشرطة ومسام جاهز دائم لتدخل لحل أي مشكل له علاقة بالألغام”.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك