الأخبار
الطفل محمد خالد، واحد من بين مئات الأطفال الذين اغتالت ألغام الحوثي طفولتهم وقضت على مستقبلهم بعد أن طمرت بذور حقدها في مدارسهم ومنازلهم وممراتهم بآلاف الألغام والعبوات الناسفة في جميع مديريات الساحل الغربي.
يعاني الطفل محمد من إعاقه دائمة ستظل تلازمه مدى الحياة، بعد تعرضه لعدة إصابات في يديه وقدميه إثر إنفجار صاعق لغم زرعته المليشيا في مزرعتهم في منطقة يختل بمديرية المخا.
ولتأمين حياة ومستقبل أطفال اليمن يعمل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” في سباق مع الزمن لتأمين حياة السكان المحليين وتمكينهم من العودة إلى منازلهم ومزارعهم وممراتهم ومدارس أطفالهم.
ففي مركز منطقة يختل تمكن الفريق الـ25 مسام من تطبيع الحياة وإعادة المدنيين إلى مناطقهم ومزارعهم بعد تأمينها من آلاف الألغام والعبوات الناسفة والقذائف غير المنفجرة.
وفي تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي أكد العقيد عبد الخالق فاضل، قائد الفريق الـ 25مسام تمكن فريقه من نزع أكثر من 7500 لغم وعبوة ناسفة، تم نزعها من عدة مناطق سكنية وزراعية في مديرية المخا بعد أن كانت تشكل تلك الألغام شراك موت تتربص بحياة أبناء المديرية وأودت بحياة المئات منهم.
وأكد فاضل تمكنهم من تطبيع الحياة في منطقة يختل وإعادة المواطنيين الفارين من جحيم الحرب وإرهاب الألغام إلى قراهم سالمين.
وقال العقيد فاضل إن أهم المناطق الحيوية التي تمكن فريقه من تأمينها هي منطقة الرمة التي تحتوي على عدد من القرى الآهلة بالسكان، وكذلك منطقة يختل، اليتاما، الغريشية، وغيرها من المناطق الحيوية التي زرعت فيها الألغام بشكل عشوائي وكثيف بهدف تهجير المدنيين وشل حياتهم بشكل كامل.
وأكد قائد الفريق الـ25 مسام أن تأمين اليمن من الألغام والمتفجرات التي خلفتها مليشيا الحوثي تحتاج إلى سنوات عديدة للتخلص منها نظرا لكثافتها وعشوائية زراعتها.
ولشهداء المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام”، قال العقيد عبد الخالق فاضل “نعاهدكم عهد الأوفياء بأننا على دربكم الإنساني الذي قدمتم دمائكم رخيصة من أجله سائرون حتى يتم تحرير اليمن وتأمين حياة اليمنيين من الإرهاب الذي زرعته مليشيا الحوثي تحت الأرض.
وتُمثل زراعة الألغام أحد صنوف الاعتداءات المروعة التي تستهدف من خلالها المليشيات الحوثية تعريض حياة أكبر قدر ممكن من السكان للخطر، في جرائم وحشية تظل الأكثر بشاعة وفداحة من سلسلة جرائم المليشيات.
من ناحية أخرى، المزارع أمين حيدر وهو من أبناء منطقة التحيتا، أكد لمكتب مسام الإعلامي أن الألغام التي خلفتها مليشيا الحوثي في منازلهم ومزارعهم وممراتهم تسببت في سقوط عشرات الضحايا من أبناء منطقته بينهم 3 من أفراد أسرته.
وقال المزارع حيدر إنهم حرموا من دخول مزارعهم وبيوتهم لأكثر من عامين بسبب كثافة الألغام التي زرعتها المليشيا في كل مكان، الأمر الذي ضاعف من معاناتهم بشكل كبير، فالزراعة هي المصدر الرئيسي الذي يعتمد عليه السكان في إعاشة أسرهم.
وعن دور مشروع مسام، قال المزارع “بفضل الجهود التي بذلتها فرق مسام الهندسية عدنا للحياة من جديد بعد أن ضاقت بنا الأرض وشردتنا الحرب وها نحن الآن نعيش في منازلنا ونجني ثمار مزارعنا”.