منذ أن وضع مشروع مسام أقدام وبسط رحاله في اليمن، كان ومازال يعمل من أجل هدف كبير لا ثاني له، مفاده “يمن بلا ألغام”، فهذا المشروع الإنساني الذي بذل ومازال يبذل كل ما يمتلكه من خبرات وطاقات وتضحيات في سبيل تحرير اليمنيين من الألغام، يدرك أن أمن أهل اليمن من علب الموت وسلامتهم من فخاخها المهلكة القاتلة والمعجزة، هو الأعلى هرم الطموح الإنساني لهذا المشروع النبيل في هذا البلد.
ومن أجل أمن الناس في اليمن وسلامتهم من فخاخ الموت المتفجر، استدعى مشروع مسام خبراته وطاقاته ومعداته، وجند لذلك كتيبة من جنود العمل الإنساني النبيل في اليمن، وهم أسرة مسام الخيرة، ومضوا ومازالوا يمضون في مسح مختلف المناطق اليمنية ويبيدون الألغام التي يعثرون عليها ويؤمنون الناس في منازلهم ومراعيهم ومدارس أطفالهم وطرقاتهم وأحلامهم من بطش الألغام.
وهو ما بينه أحمد محمد الردفاني، قائد الفريق 18 مسام، حيث أفاد أن فريقه توجه في إطار مهمة طارئة إلى منطقة شخب بقرية الريمي، حيث عمل منذ شهر يوليو 2021 على تطهير حقل في هذه القرية المؤهولة بالسكان، وقد تم نزع 7 ألغام في إطار هذه المهمة الإنسانية.
وقد توجه الفريق إلى قرية القذاعية على إثر وقوع انفجار، حيث تم تطهيرها وتخليص المنطقة من 9 ألغام. وتعتبر هذه المناطق على حد تعبير الردفاني مناطق حيوية ينتشر فيها السكان والمزارعون، وتعتبر عملية تطهيرها مسألة في غاية الأهمية.
وقد بين الردفاني أن فريقه مستمر في عمليات تخليص هذه البقاع الهامة من علب الموت، حتى يعود لها أمنها وتعود الحياة فيها للنبض مجددا.
كما قال أحمد محمد ثابت، قائد الفريق 20 مسام، أن فريقه يعمل حاليا في منطقة الصريمي بمحافظة لحج، حيث يسعى إلى تطهيرها من الألغام، وقد عرف هذا المكان حوادث أليمة بسبب الألغام ألمت بأناس كثيرين وشملت حتى حيواناتهم ومواشيهم، حيث بين ثابت أن أهالي المنطقة يشتكون جدا من سطوة الألغام فيها، وقد لبى مسام نداءهم بسرعة واستجاب لشكواهم، وهو يعمل بجد على تخليص هذه المنطقة من شباك الألغام المهلكة، حتى يعود للناس أمنهم المفقود وإحساسهم بالطمأنينة بعد تأمينها من علب الموت، فالحياة لن تعود إلى دورتها الأصلية ما دامت الألغام تسد الأبواب في وجهها.
ولأجل فتح أبواب الحياة على مصرعيها في اليمن، تمضي فرق مسام في مشوار مستمر في النجاحات في حربها ضد الألغام، حتى يعود لليمن أمنه من هذا الوباء الملغوم.