سلامة الأبرياء من الألغام وتأمين حياتهم من علب الموت المهلكة في اليمن ونشر الأمان بالقضاء على هذا الإرهاب المدفون تحت الأرض، هو قلب المهمة الإنسانية لمسام في اليمن، وهو رهان سخر لأجله هذا المشروع العدة والعتاد والخبرات الرائدة لنجاح فيه إلى أبعد الحدود.
فاليمنيون اليوم باتوا على يقين قاطع، أنه أينما كانت فرق مسام وتحركت ونشطت وثابرت، يوجد الأمان المفقود من جائحة الألغام، فتأمين حياة الناس من علب الموت، مهمة حياة نجحت فرق مسام في كسبها في عدة محافظات في اليمن، وهو ما بينه أحمد محمد ثابت، قائد الفريق 29 مسام، قائلا “لقد لبى مسام نداء منطقة الصريمي بمحافظة لحج بسرعة واستجاب لشكوى أهالي هذه المنطقة المنكوبة بالألغام، وهو يعمل على تخليصها من شباك الألغام المهلكة، حتى يعود للناس أمنهم المفقود وإحساسهم بالطمأنينة”.
كما أكد مشرف فرق مسام الهندسية بمحافظة الحديدة المهندس سامي سعيد تمكن الفريقان 26 و20 من نزع 88 لغما أرضيا زرعتها المليشيا في مزارع المواطنين بمنطقة ضمن بمديرية حيس، مبينا أن فرق مسام العاملة في محافظة الحديدة تبذل جهودا مضاعفة من أجل تأمين حياة المدنيين وتطبيع الحياة في جميع المناطق الملغومة ليتمكن المزارعين من العودة إلى منازلهم ومزارعهم آمنين.
وفي السياق ذاته أشاد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح بالدور الإنساني الذي يقدمه مشروع مسام في تأمين اليمن واليمنيين من خطر الألغام، حيث أكد وزير الصحة اليمني خلال زيارته لمكتب مشروع مسام في عدن أن الجهود التي تبذلها فرق مسام الهندسية في مختلف المحافظات أسهمت بشكل كبير من التخفيف في حدة الإصابات الناتجة عن الألغام، وساعدت المواطنين في العودة إلى قراهم ومزارعهم بشكل آمن بعيدا عن خطر الألغام.
وقال وزير الصحة أن مشروع مسام هو مشروع حياة وأمل لكل اليمنيين في العيش بسلام، مشيرا إلى أن فرق مسام الهندسية ساعدت الفرق الطبية من الوصول إلى الكثير من المناطق الملغومة من خلال تطهير الطرقات والقرى السكنية التي كانت مغلقة بحقول الألغام ومن الصعب الوصل إليها.
ففي محافظة تعز، التي تعد ثاني أكبر محافظات اليمن من حيث زراعة الألغام وعدد الضحايا التي خلفتها، يقدم مشروع مسام جهودا إنسانية كبيرة بهدف الحد من عدد الضحايا من خلال تطهير المناطق الملغومة وتأمين السكان المحليين في مساكنهم ومصادر عيشهم.
وفي منطقة العجبة بمديرية موزع بتعز، تمكن الفريق 21 مسام خلال شهري نوفمبر وديسمبر من تأمين 15 ألف مترا مربعا، ونزع الفريق منها أكثر من 123 لغما مضاد للأفراد و46 لغما مضادا للدبابات و26 عبوة ناسفة.
وفي تصريح خاص بمكتب مسام الإعلامي، أكد قائد الفريق 21 مسام عبدالله شعفل أن فريقه تمكن من فتح العديد من الطرقات الرئيسية والفرعية التي تربط قرى ومناطق مديرية موزع ببعضها بعد أن كانت مقطوعة لفترة طويلة بسبب الألغام.
وفي منطقة البوكرة، وهي أيضا من مناطق مديرية موزع، أكد نائب قائد الفريق 22 مسام المهندس محمد الشرعبي أن الفريق 22 مسام تمكن من تأمين أكثر من 18 ألف مترا مربعا خلال الشهرين الماضيين.
كما أكد الخبير في مشروع مسام فايز الحربي أن عمل فرق مسام مستمر بوتيرة عالية في جميع القرى والمناطق المحررة في مديريات الساحل الغربي حتى الوصل إلى صفر لغم وتأمين حياة المواطنين في مساكنهم ومصادر معيشتهم.