الأخبار

عشرون عاما مرت على اعتماد اتفاقية حظر الألغام التي كانت الجمهورية اليمنية من بين الموقعين عليها. عشرون عاما من إنقاذ الأرواح والأطراف و الحد من معاناة الأبرياء. اتفاقية طموحها تحقيق عالم خال من الألغام المضادة للأفراد.
لكن خلال هذه الذكرى أدارت الأمم المتحدة ظهرها لمعاناة الشعب اليمني الذي يتربص الموت به في كل زاوية من زوايا اليمن بسبب الألغام المطمورة من قبل الميليشيات الحوثية الموالية لإيران التي تحصد أرواح الأبرياء من المدنيين بشكل يومي.
لذا قاطعت بعثة اليمن في مقر الأمم المتحدة المناسبة كردة فعل تجاه تجاهل هذه الأخيرة للملف اليمني الشائك وعدم تسليط الضوء على زراعة الموت التي ضيقت الخناق على اليمن رغم إعلان أمينها العام أنطونيوس غوتيريس في بيان بالمناسبة، عن التزام الدول الأطراف بتخليص العالم من سلاح يقتل و يشوه بلا تمييز ويعيق السلام والتنمية بشكل خطير.
وتشير التقارير إلى أن الميليشيات الحوثية لم تترك شبرا من الأراضي اليمنية إلا و فخخته عن طريق زرع أكثر من مليون لغم في الطرقات والمزارع والسواحل، لكن رغم الويلات التي يعانيها اليمن لم يحظى ملفها بالاهتمام اللازم خلال إحياء الذكرى السنوية لبدء سريان اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد رغم تزايد حالات الوفيات والتشوهات وفقدان الأعضاء لا سيما في صفوف الأطفال و النساء.
ومع ارتفاع عدد ضحايا الألغام الأرضية تبرز حاجة إلى مزيد اهتمام المجتمع الدولي لإنقاذ اليمن من مستقبل يرزح تحت رحمة ألغام مجهولة المواقع.
وكانت بعثة اليمن قد شاركت بعثتا العراق والنرويج في فعالية بعنوان “عالم خال من الألغام: من أجل غد أكثر أمانا” بمقر الأمم المتحدة لتسليط الضوء على أهمية اتفاقية خطر الألغام المضادة للأفراد واستعراض قصص النجاح إضافة إلى التحديات المستقبلية.
وكان السفير العراقي قد أعرب خلال مداخلته في الفعالية عن قلقه بشأن مخلفات الحرب من ألغام و قنابل التي تشكل عائقا أمام عودة الحياة لطبيعتها.
من هنا يمكن التأكد أن التركة الحوثية القاتلة الكامنة في جوف الأرض ستكون عقبة أمام اليمنيين ليحظوا بعيشة طبيعية، فهي تتربص بكل مواطن على تلك الرقعة الجغرافية حيث صارت حياتهم أشبه برحلة طويلة من الخوف و الألم.