تحديات الرمال والمخاطر الخفية.. كيف يتصدى مسام لحقول الألغام الفردية في قلب الصحراء؟

WhatsApp Image 2024-11-27 at 22.57.55

في قلب صحراء محافظة شبوة، ومن بين الكثبان الرملية التي تتوسع وتتشكل مع كل هبّة ريح يتقدم الفريق السادس “مسام” في مهمة محفوفة بالتحديات والمخاطر؛ في  واحدة من أصعب  مناطق انتشار الألغام الفردية  في اليمن  وأكثرها تعقيداً.

وتحت أشعة الشمس الحارقة يعمل الفريق السادس في منطقة شقة الطيار، الرابطة بين مديرية عسيلان في شبوة ومديرية حريب في مأرب، وهي منطقة ذات طبيعة خاصة، بسبب الانشار الواسع  للكثبان الرملية، مما يعمّق من خطورة دفن الألغام تحت أكوام الرمال المتنقلة باستمرار، ويعقّد من  مهمة اكتشافها وإزالتها.

إن الكثبان الرملية الشاسعة والمتغيرة في هذه المنطقة لا تعرف الرحمة؛ فمع كل يوم، تعود الرمال لتغطي الألغام بعمق أكبر، وتتطلب مهمة الكشف عنها وإزالتها مهارات استثنائية وتركيزاً عالياً من قبل النازعين.

المهندس ناصر عوض، قائد الفريق السادس، في تصريح لمكتب مسام الإعلامي يصف الوضع قائلاً: “إن التعامل مع الألغام الفردية في منطقة ذات طبيعة صحراوية متغيرة يتطلب مهارات استثنائية وهذا العمل يُحتم علينا بذل أقصى جهدنا، ليس فقط لكشف الألغام، بل لتأمين محيطنا في كل خطوة نخطوها”.

وأضاف عوض أن الرمال المتحركة لا تتسبب فقط في دفن الألغام، بل تعمل على محو معالم الحقول ودفن الإرشادات والعلامات التحذيرية التي نضعها لإرشاد المارة ورعاة الإبل حول خطورة الدخول إلى المناطق الملغومة.

وأوضح المهندس عوض أن الفريق نجح في تطهير مساحات واسعة، وتمكن من العثور على 50 لغماً مضاداً للأفراد حتى الآن، مضيفاً أن الفريق يعتمد على أحدث أجهزة الكشف، إلى جانب الخبرة العالية والحذر الشديد، لأن أي خطأ في هذا المجال قد يكون مميتاً.

وأضاف المهندس عوض أنه وبرغم الصعوبات، يواصل الفريق العمل بشجاعة وصبر، مدركين أن كل لغم يُزال يعني حياة تُنقذ وأرض تُحرر، ويقرب خطوة نحو الأمان للسكان المحليين الذين طالما عانوا من الخوف الدائم بسبب الألغام.

إن “مسام” ليس مجرد مشروع لإزالة الألغام؛ بل إنه جهد إنساني متكامل يسعى لإنقاذ الأرواح وحماية المدنيين، ويعيد الأمل للقرى والمناطق اليمنية التي عانت طويلاً من آثار النزاع وزراعة الألغام.

وبفضل تضحيات هؤلاء الأبطال الصامدين في قلب الصحراء، تتبدد المخاطر شيئاً فشيئاً، وتصبح الأراضي أكثر أماناً لأهلها.

إن الجهود التي يقدمها الفريق الـ6 تعد نموذجاً للتضحيات الكبيرة المبذولة من قبل مشروع مسام، ويبرز التزام “مسام” الإنساني بإزالة الألغام في اليمن وإعادة الأرض والأمل إلى أصحابها، بعزيمة وشجاعة مستمرة لتأمين  الحياة في  جميع الأراضي اليمنية  المحررة.

شارك المقال

واتس اب
لينكد إن
تويتر
الفيسبوك