الأخبار
“الجماعة المنبوذة” هذا ما يمكن أن يطلق على الميليشيات التي تعلم علم اليقين أنها مرفوضة مجتمعيا وأن الشعب اليمني يمقتها ويتمنى زوالها. الأمر الذي جعلها تلجأ لفرض سطوتها بقوة السلاح وترهيب المواطنين.
إذ تمارس الميليشيات ضغوطات شتى على سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها، حيث تخضع الجميع إلى الرقابة الصارمة إلى جانب منع الأسر من النزوح أو السفر لأنها تعي جيدا أنها لو منحتهم حيزا من الحرية فلن تحكم سوى جدرانا ومنازلا مهجورة.
لقد رصدت عديد الجهات كما هائلا من الانتهاكات بحق اليمنيين في مختلف المحافظات، مما يكشف حجم الفكر الدموي الذي يحمله هؤلاء الانقلابيون وخطرهم على ماضي وحاضر ومستقبل اليمن.
فالانتهاكات، التي تقترفها جماعة الحوثي في حق تاريخ هذا البلد والإرث الذي يكتنزه، منهج دأبت عليه لنسف كل ما له علاقة بماضي اليمنيين الحافل بالتنوع والتعايش والانفتاح على الآخر حيث عملت على تدميره من خلال زرع الألغام والعبوات الناسفة.
وإلى جانب الخراب ثمة وجع أشد إيلاما وأبلغ أثرا المعالم الأثرية يتمثل في عمليات السطو المستمرة على الآثار وتهريبها، إذ تخطو الميليشيات على خطى تنظيم داعش الإرهابي فيما يتعلق بجرف الآثار وتدميرها.
وقد رصدت منظمات محلية معنية بالآثار تضرر العديد من المواقع الأثرية خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. أما من سلم منها فقد حولتها هذه الجماعة إلى ثكنات عسكرية ومستودعات ومخازن للأسلحة.
لقد حول الحوثيون اليمن إلى ساحة حرب من أقصاه إلى أدناه حيث قصفوا وجندوا وقتلوا وبتروا وعذبوا والأهم حاصروا السكان بآلات حقدهم التي زرعوها بكل تفان على الأراضي اليمنية وفي كل شبر منه.
وكما هو معروف، فإن الألغام من الأسلحة التي لا ينتهي تأثيرها وخطورتها بانتهاء النزاع، بل تبقى مطمورة في الأرض مهددة الأجيال المتعاقبة. وطبعا الثقافة الحوثية تقدس هذا النوع من التهديد المستقبلي لتبقي بصمتها ظاهرة لا تطمسها أشهر ولا سنوات.
بيد أن هناك من يعمل جاهدا لتخليص اليمن من شر اللعنة التي حلت به وفي مقدمتهم مشروع مسام الذي يعمل بصفة حثيثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح إيمانا بحق الإنسان في حياة آمنة.
وقد نفذ المشروع السعودي عملية إتلاف وتفجير لـ1600 لغم وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة. وتعد هذه العملية الثامنة على مستوى مديريتي بيحان وعيسلان بمحافظة شبوة.
وأكد المشرف العام للفرق الهندسية في شبوة المهندس عبدالله سالم حسن أن الفرق الميدانية هناك تمكنت منذ بدء العمل في المشروع من تطهير وتأمين 30 حقلا ومنطقة ملغومة، نزعت منها حوالي 23 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة.
وأشار المهندس حسن إلى أن المناطق والحقول التي تم تأمينها تعد من المناطق ذات التأثير العالي لكونها مناطق زراعية ومناطق رعي وتجمعات سكنية تحتوي على آبار مياه ومدارس وطرقات، مشيدا بدور المواطنين الذين يدلون بمعلومات تسهل عمل الفرق هناك.
من جهة أخرى صرح المدير العام لمشروع مسام السيد أسامة القصيبي أن الفرق الميدانية التابعة للمشروع تمكنت من نزع 372 لغم مضاد للدبابات و24 لغم مضاد للأفراد، و4139 ذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة واحدة. ليبلغ إجمالي ما تم نزعه خلال الأسبوع الأول من شهر ديسمبر 4536 وليصل مجموع ما وقع نزعه منذ بداية المشروع ولغاية الخامس من ديسمبر لـ115930.
من خلال ما تفعله الميليشيات باليمن نصل إلى حقيقة هامة وهي أن مسألة محاسبة هذه الجماعة صار أمرا حتميا، وهو السبيل الوحيد لإيقاف النزيف الحاصل في هذا البلد.