الأخبار
تموج الألغام في تعز تحت الثرى بصفة عشوائية، فالموت يتخفى ويتلثم بأساليب تمويهية كثيرة، متربصا بكل دابة على الأرض، والرهان الأول والأخير لفخاخ الموت تلك حصد أكبر عدد من الضحايا بدم بارد.
فتكفي خطوة واحدة أن تكون الفاصل بين حياة إنسان وهلاكه، فالألغام المزروعة بكميات مهولة وبطرق مموهة، ترمي شباكها في كل مكان وتستدرج نحوها الضحايا دون رحمة، فحتى عمليات إنقاذ من وقعوا في شراكها قد تكون في حد ذاتها مصيدة مهلكة لضحايا أبرياء ممن هرعوا لإغاثة النازفين حتى الموت.
قصص درامية مختلفة تلتقي عند طعم مرارة المأساة خاصة في تعز التي شهدت فيضا كبيرا من الضحايا بين قتلى وجرحى، وفي لجج النزف والتقتيل والتنكيل بالضحايا، حيث ينزف اليمنيون وتتمزق أجسادهم أشلاء وتتفكك أسرهم ويصادر حقهم في الحياة، يدير العالم ظهره لهذا المشهد الدرامي المتجدد والمستمر بسبب تغول الألغام في تلك المناطق.
وفي هذا السياق، أكد مدير التوعية بالمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بمحافظة تعز، باسم العريقي أن إجمالي ضحايا الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي في تعز تجاوز الـ1742 ضحية بين قتيل وجريح، وذلك في 18 مديرية ملوثة بالألغام من أصل 23 في محافظة تعز.
كما ذكر العريقي في تصريح بثته قناة يمن شباب تزامنا مع اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام أن الألغام تسببت في قتل أكثر من 490 مدنيا، فيما وصل عدد المصابين إلى 1255 أغلبهم معاقين فقدو أطرافهم السفلية، والعلوية في حقول الموت المزروعة بالألغام.
وفي سياق التأكيد على قيمة مد يد العون لتعز المكلومة بفخاخ الموت المتفجر أشار العريقي أن محافظة تعز بحاجة إلى دعم كبير من قبل السلطات، والمنظمات الدولية لتطهيرها من الألغام، ومخلفات الحرب لإنقاذ حياة الآلاف من المدنيين الذين تتربص بهم الألغام، وتهدد حياتهم بشكل يومي.