الأخبار
إن الإشكال اليمني الراهن والمتمثل بالانقلاب الحوثي الميليشوي على كل مكتسبات اليمن نسف كل مقومات الدولة ويسعى إلى هدم ماضي البلاد وحاضرها ومستقبلها.
خلال الأعوام الستة الماضية، تضاعفت معاناة المواطنين نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانقطاع الرواتب وانعدام فرص العمل وارتفاع أسعار السلع والخدمات إضافة إلى التضييق الحوثي المستمر على المواطنين خاصة من خلال الألغام التي وزعتها هذه الجماعة بكرم على الأراضي اليمنية، حيث عمدوا إلى زرعها في كل منطقة يدخلوها.
تلك الجماعة التي أسقطت كل شيء في اليمن واستمرت على ذلك النهج حتى اللحظة في ضربها لكل أطر العملية السياسية ومؤسساتها وقيمها ومبادئها، بإسقاطها لكل شيء في طريقها للحكم بقوة السلاح.
يوما بعد يوم، تتضاعف خسائر اليمنيين ويدفع المدنيون فاتورة باهظة. فالحوثيون لغموا البر والبحر ليحرموا المزارعين والصيادين من ممارسة أعمالهم، مرتكبين أبشع جرائم الحرب بانتهاكهم الصارخ للقوانين الإنسانية. إذ هناك عدد من الاتفاقات الدولية التي تنظم أو تحظر استخدام الألغام الأرضية ومخلفات الحرب القابلة للانفجار.
لقد زرع هؤلاء الانقلابيون أكثر من مليوني لغم في عديد المحافظات اليمنية، مما أودى بحياة المئات من المدنيين وتسببت في آلاف الإعاقات الدائمة للآخرين.
وقد أوضحت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية أن الضحايا الرئيسيين الذين طالتهم الأخطار القاتلة للألغام التي وزعتها الميليشيا لم يكونوا سوى المدنيين العزل الذين تعرضوا للقتل أو لفقدان الأطراف أو التشوهات التي ستبقى تلازمهم مدى الحياة.
ولم تنحصر مصيبة الألغام على القتل والتشويه بل تعدتها إلى إنزال عقوبة مضاعفة على أبناء هذا البلد تمثلت في حرمانهم من سبل رزقهم.
ولتضميد جراح اليمن وانقاذه من جائحة الألغام، هبت فرق مشروع مسام لانتشاله من وحل جماعة الحوثي. والآن وبعد ما يزيد عن عامين من انطلاق عمل المشروع، بثت الحياة من جديد في عدد من المناطق التي تم تطهيرها بالكامل.
فقد تمكنت الفرق الهندسية خلال هذه الفترة من إنقاذ 187795 يمني على الأقل وهو عدد الألغام والذخائر غير المنفجرة وعبوات ناسفة المنزوعة.
فيما طهرت 1.097.997 مترا مربعا من الأراضي اليمنية التي كانت تغص بفخاخ الموت.
لقد فكت فرق مسام الحصار عن عديد المناطق ومكنت سكانها من العودة إلى أحضانها بفض تأمين الطرقات المؤدية إليها على غرار قرية الرويس التي كانت منكوبة بالألغام والتي هجرها سكانها لمدة أربع سنوات.
لقد أمعنت الميليشيات الحوثية في زراعة الألغام في القرى والطرقات. وقد تضرر منها السكان والمزارع والحيوانات. كما ساهمت السيول في تأزم الوضع بعد أن جرفت الألغام والمتفجرات إلى المزارع وبطون الأودية والطرقات. لكن رغم هذه الكارثة، مازال المجتمع الدولي يغض البصر عن جرائم هذه الجماعة. فإلى متى سيتواصل هذا؟.