سلط تقرير صادر عن الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات “هود” فريق إقليم سبأ، بالشراكة مع منظمة شاهد للحقوق والتنمية، ويمن رايتس للحقوق والتنمية ومنظمة حريتي للتنمية وحقوق الإنسان، ومنظمة عين لحقوق الإنسان، الضوء على جرائم الألغام بحق ضحاياها في اليمن.
وتضمن التقرير الذي استمد معلوماته من قاعدة بيانات شاملة وكاملة، إحصائيات بالخسائر البشرية والأضرار المادية التي خلفتها جريمة زراعة الألغام والعبوات المزروعة من قبل الحوثيين.
وقد تسببت الألغام في حصد أرواح آلاف اليمنيين، وإصابة عشرات الآلاف بإصابات خطيرة وبتر للأعضاء، حيث كشف مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن في الرابع من أبريل الماضي عن أن 1800 مدني لقوا حتفهم أو أصيبوا من بينهم 689 امرأة وطفلا بسبب ألغام وذخائر لم تنفجر في عدد من محافظات اليمن خلال أربع سنوات.
وتؤكد تقارير منظمات دولية ومحلية أن اليمن شهد أكبر عملية زرع للألغام في الأرض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي المقابل يواصل مشروع «مسام» لنزع الألغام، مهمته النبيلة لتخليص اليمن من الخطر المحدق بالمدنيين بمختلف أجناسهم وأعمارهم، ويهدد حاضر ومستقبل البلاد على كافة الأصعدة.
فبعد مرور أربع سنوات منذ انطلاق أعمال مشروع «مسام» في يوليو من العام 2018، ساهم المشروع في حقن دماء مئات آلاف اليمنيين من خلال نزع أكثر من 371 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة، في حصيلة تكشف مدى بشاعة الجرم الذي ترتكبه الميليشيا بحق الأبرياء.
وقد أشاد مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة فهمي الزبيري، بالجهود المبذولة لإخراج هذا التقرير النوعي لكشف جرائم الألغام الذي تضرر منها آلاف المواطنين بما فيهم الأطفال والنساء في اليمن.
كما اعتبر الزبيري، هذا التقرير وثيقة تاريخية لملاحقة ومحاسبة المجرمين أمام القضاء المحلي والدولي لأنها جرائم لا تسقط بالتقادم.
ومن جانبه، أشار مدير عام حقوق الإنسان بمحافظة مأرب عبدربه جديع، إلى ضحايا الألغام والمتفجّرات بمأرب، منتقداً تجاهل بعض المنظمات الأممية والدولية لهذه الجرائم، داعياً الحاضرين من الحقوقيين والنشطاء والإعلاميين والمهتمين، بضرورة الانضمام للوقفة الاحتجاجية إلى جانب عدد من ضحايا الألغام التي زرعتها جماعة الحوثية والمشاركة في الحملة الإلكترونية التي تنطلق مساء اليوم.