الأخبار

يتوارى الموت في كل زاوية من زوايا بؤر الصراعات التي باتت تشكل قنبلة موقوتة بسبب الألغام، فإبان الحروب تقوم الأطراف المتناحرة بطمر عدد مهول من الألغام.. هذه المخلفات المتفجرة أوقعت عديد الضحايا من مدنيين أبرياء وعسكريين.
ونظرا لإدراك المجتمع الدولي لخطورة الألغام وآثارها، أقرت الأمم المتحدة بموجب قرار الجمعية العامة الصادر بتاريخ 8 نوفمبر 2005 اعتماد الرابع من أبريل من كل عام يوما عالميا للتوعية بخطر الألغام، للفت نظر المجتمعات لخطورة هذه الآفة.
ورغم ذلك ما تحقق إلى حد هذه اللحظة في المناطق الواقعة تحت طائلة زراعة الموت لا يتناسب مطلقا مع حجم الكارثة الإنسانية التي سببتها ومازالت تسببها حقول الألغام.
والتوعية بمخاطر الألغام يهدف إلى التقليل من مستوى خطرها بشكل يتيح للناس أن يعيشوا في سلام وأن يعيدوا توفير بيئة يمكن فيها تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية دون عوائق يفرضها التلوث بالألغام الذي يعتبر محنة طويلة الأمد باعتبارها السبب الرئيسي في دخول عديد الدول إلى نفق مظلم لا نهاية له، ولعل أبرز مثال على ذلك اليمن الذي زرعته ميليشيا الحوثي ألغاما فاق عددها المليون لغم دون خرائط، وهو ما جعله أكثر دولة ملغومة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
هذه الكارثة الكبرى من حقول الألغام خلفت وراءها نحو 10 آلاف ضحية من المدنيين بينهم مئات النساء والأطفال.
فالإرث الأكثر ديمومة لأي نزاع هو الخسائر البشرية المروعة للألغام مما يجعل حجم التحدي هائلا، فالموت يترصد بالمدنيين في كل خطوة وفي كل ثانية خاصة بعد زرع الميليشيات الحوثية للألغام بكميات مرتفعة وبطريقة عشوائية في المدن، القرى، الشوارع، المنازل والأراضي الزراعية بهدف إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف اليمنيين التي توزعت بين قتلى وجرحى والمعاقين إضافة إلى إحداث تشوهات خلقية نتيجة التلوث الناجم عنها وهو ما يؤدي إلى خلق آثار نفسية مدمرة على الفرد والأسرة والمجتمع.
كما أن الألغام الحوثية تعتبر من أبرز العوامل التي تعيق عمليات استثمار الأراضي الزراعية واستصلاحها وتشكل عائقا كبيرا أمام التطور والتوسع العمراني إضافة إلى الخسائر المادية والمعنوية التي تهدد البنية التحتية فهناك الكثير من الطرق قطعت بسبب حقول الألغام الممتدة على مسافات طويلة مما أدى إلى إعاقة عمليات التنقل ووصول الإعانات والإغاثة.
لكن رغم الكارثة الإنسانية التي يشهدها اليمن إلا أن الأمم المتحدة لاتزال تتحرك ببطء شديد لإيجاد حل، إذ لم تقدم الكثير لهذا الملف الذي لم يلق آذانا صاغية خلال إحياء الذكرى السنوية لبدء سريان اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد في الأول من مارس.
لذلك ناشدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل اليمنية الدكتورة ابتهاج الكمال كل ضمير حي بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني للخروج من هذا المأزق، كما وجهت رسالة إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف واضح وقوي إزاء هذه الميليشيات الإجرامية التي عاثت في الأرض فسادا وقتلا وتنكيلا.
.وفي انتظار صحوة الأمم المتحدة لحل قضية الموت الغدر وإطلاق بيئة قانونية رادعة بما فيه الكفاية، يواصل مشروع مسام عمله بتفان لتخليص اليمن من آفة الألغام في خطوة تحسب للمملكة العربية السعودية الإنسانية