الأخبار
حب البقاء غريزة مزروعة في عمق النفس البشرية تفسر السلوك الذي يسعى لضمان استمرار الجنس البشري وحفظ الذات من الهلاك، وهذا ينسحب على الجماعة البشرية التي تعمل على إبقاء وجودها ككيان اجتماعي.
وميليشيا الحوثي باعتبارها جماعة بشرية لم تشذ عن هذه القاعدة بل زادتها غريزة حب السلطة والتسلط لتكون هذه الغريزة دافعا لغريزة أكثر بشاعة وأشد وحشية ألا وهي غريزة القتل والتدمير. لذلك تجدها تدمر وتحطم وتخرب كل من يتحدى وجودها أو يهدد طموحها.
جشع هذه الجماعة وتشبثها بالوصول إلى السلطة جعلها تمعن في أذية اليمنيين ماديا ومعنويا وجسديا عدا عن التخريب الممنهج للمنشآت العامة والخاصة وذلك باستخدام سلاحها الأكثر خطورة والأشد فتكا وهو الألغام.
فقد زرعت هذه الآفة بكثافة عالية جدا في جميع المناطق التي وطأتها أقدامها وركزت في عمليتها الإجرامية على المناطق السكنية والمدارس والطرقات والمزارع… حتى باتت مناطق واسعة في اليمن تندرج ضمن مناطق عالية التأثير.
هذا الانتشار الكبير للألغام، أودى بحياة الآلاف من أبناء اليمن وخضبت أراضيهم بدمائهم الطاهرة التي أهدرتها جماعة لا تبصر أمامها إلا كرسي الحكم ولا تولي اهتماما سوى لمصالحها الضيقة ولمصالح حليفتها وداعمتها.
لقد تضاعفت خسائر اليمنيين وصاروا غير قادرين على تحمل المزيد من المآسي التي تخطها الألغام يوميا، خصوصا أن الميليشيات تزرعها بشكل عشوائي دون خرائط. وهو ما يزيد في صعوبة إيجادها والتخلص منها. فالخرائط الخاصة بالألغام ستساهم في إيقاف نزيف دماء أبناء اليمن.
وفي إطار الجهود الرامية لتطهير اليمن من الألغام، أجرى خبراء مسام زيارات ميدانية للفرق العاملة في مديريات الساحل الغربي للوقوف على الانجازات والصعوبات التي تواجه العاملين هناك لتنفيذ مهمتهم الإنسانية لتأمين المواطنين من خطر الألغام.
ويسعى مشروع مسام إلى تطهير المناطق اليمنية من الألغام والتصدي للتهديدات المباشرة لحياة الشعب اليمني وتعزيز الأمن ومساعدة أبناء البلد في معالجة آلامهم ومآسيهم. لذلك تم تدريب جميع أعضاء الفرق وتأهيلهم من قبل خبراء المشروع وتزويدهم بأحدث ما توصلت إليه التقنية من أجهزة متطورة.
وقد دفع العاملون ثمنا باهظا من أرواحهم وأجسادهم للإيفاء بواجبهم الإنساني، إذ قدموا 21 شهيدا و16 جريحا البعض منهم تعرض لإعاقات دائمة.
واستطاعت الفرق إزالة وإتلاف أكثر من 180 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة وتطهير ما يزيد عن 13 مليون متر مربع.
سيحمل نعش هذا الانقلاب وستزول الغمة التي جثمت على صدور اليمنيين خاصة مع وجود داعمين لحق الشعب اليمني في الحياة والأمن. الأمر الذي يشعرهم أن فوزهم على هذا العدو ممكن.