كلما تواترت أخبار عن الصنيع البشع للألغام بالشعب اليمني يزداد الجرح عمقا في الضمير الإنساني الحي والقلوب الرحيمة المتشبعة بالحس الإنساني، وتسطع حقيقة مرة أكثر فأكثر مفادها أن جرائم الألغام في اليمن شر متربص بالناس لا بد من العمل على القضاء عليه، والمشي على نهج مشروع مسام وشد عضده لإنهاء هذا النزيف البشري المروع في يمننا الحبيب.
فسجلات الجرائم الخاصة بالألغام، تسجل كل يوم مأساة جديدة بطعم الحنظل، فقد أفاد “المرصد اليمني للألغام”، أن أحد المدنيين، أصيب بانفجار لغم أرضي من مخلفات الميليشيات ، شمال شرق محافظة تعز.
وذكر المرصد الحقوقي أن المواطن “شهاب عبده سعيد”، أصيب نتيجة انفجار لغم للحوثيين بالقرب من منزله في حي “كلابة” السكني بمدينة تعز، مشيرا إلى أن الإصابة أدت إلى بتر قدمه.
وقد تسببت الألغام العشوائية المنتشرة، بحصد أرواح آلاف اليمنيين بالإضافة إلى إصابة عشرات الآلاف بإصابات خطيرة وبتر الأطراف، وقد جاء على لسان وزارة حقوق الإنسان التابعة للحكومة اليمنية، أن الميليشيات زرعت أكثر من مليون لغم في المحافظات اليمنية منذ بداية الحرب مطلع عام 2015، بنسبة هي الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية.
كما قتل شابان وأصيب ثالث، في انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات شرق محافظة البيضاء وسط اليمن.
وقالت مصادر محلية، إن الشقيقين محمد علي عبدربه الجعملي، وبشار علي عبد ربه الجعملي قتلا، وأصيب عبدربه حسين الجعملي، إثر انفجار لغم ، في منطقة الجريبات مديرية نعمان، شرقي المحافظة.
وقد زرعت الميليشيات آلاف الألغام في مناطق متفرقة بمحافظة البيضاء، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين حتى الآن، لاسيما في مديرية نعمان، حيث كثفت من زراعة الألغام لإعاقة تقدم القوات التابعة للحكومة الشرعية نحو المحافظة، لتخلف هذه الألغام مآسي للمدنيين.
وقد تجسدت مأساة اليمنيين أكثر مع المصاب الجلل الذي حل بإمرأة يمنية حامل في شهرها التاسع، حيث أصيبت مواطنة من أهالي مدينة الحديدة، حامل في شهرها السابع، بانفجار لغم، محرم دوليا، من مخلفات الميليشيات في الأحياء الشرقية لمدينة الحديدة غربي اليمن.
وقد أفادت مصادر محلية وطبية بأن لغما فرديا من مخلفات الميليشيات انفجر بالمواطنة محمده محمد عبدالله جلاجل، من قرية المسنا بمديرية الحالي، مما أسفر عن بتر قدميها.
وتعد قرية المسنا الواقعة جنوب مطاحن البحر الأحمر، من أكثر المناطق في الحديدة من حيث أعداد ضحايا ألغام الميليشيات.
أفما آن لهذه الألغام أن تعود عن مكرها ولزراعها أن يتوبوا عن صنيعهم البشع وللضمير العالمي أن يهب ويقف وقفة رجل واحد إالى جنب المشروع الإنساني مسام الباسل، في وجه إجرام الألغام في اليمن.