الأخبار
بانقلابهم على الشرعية، أقاموا سلطة زائفة، وأسسوا لجمهورية الخوف التي لا ينبغي السير في ركابها، كما فرضوا وصاية زائفة على الشعب تفصل وتخاط على مزاجهم، مارسوا ولازالوا يمارسون سياسة إنكار الحقائق والتنمر عدا عن إمعانهم في ممارسة ديكتاتوريتهم وإرهابهم من أجل تطويع الشعب بالقوة.
هذه القوى الانقلابية في اليمن دمرت البنية التحتية وتسببت في كارثة إنسانية، حيث يعاني سكان اليمن من الجوع والفاقة والأمراض… هذا عدا عن صناعة الألغام وزراعتها بطريقة عشوائية وبصفة غير مسبوقة لاستهداف المدنيين العزل، مما أدى إلى حدوث إصابات مستديمة وخسائر بشرية كثيرة وغير ذلك من الأعمال المهددة للأمن وللحياة.
وتشير التقديرات إلى أن ميليشيات الحوثي المتمردة زرعت أكثر من مليون لغم في جميع المناطق التي دخلتها عناصرها الآثمة.
كما كشفت تقارير حقوقية أن عدد ضحايا الألغام الحوثية في اليمن تجاوز الـ10 آلاف يمثل الأطفال والنساء الغالبية العظمى. وكان لتعز النصيب الأكبر من حيث عدد زراعة الألغام وعدد ضحاياها إذ تجاوز عددهم ال 1755 قتيلا وجريحا.
من جهته، أكد المدير التنفيذي للمركز اليمني للألغام في تصريح له أن محافظة تعز هي أكثر محافظة يمنية ملوثة بالألغام الفردية والألغام المضادة للآليات والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب من مقذوفات غير منفجرة وصواريخ… مؤكدا أن الحوثيين زرعوا الألغام في 18 مديرية من المحافظة من أصل 23 مديرية.
لقد تمت زراعة الألغام في مختلف المناطق اليمنية بشكل مموه يصعب اكتشافه كما أنه تم تغيير الخواص الفنية للألغام بحيث تحولت من ألغام مضادة للآليات إلى ألغام فردية بهدف استهداف أكبر قدر ممكن من الأفراد، لذلك ستظل تبعات هذه الزراعة في اليمن تشكل كارثة متجددة على المدى القريب والبعيد.
وفي ذات السياق، أقدمت الميليشيات على تفجير 3 منازل في بلدة “الزوب” بمديرية “القريشية” بالبيضاء والرمي بسكانها للعراء بعد أيام من جرائم مماثلة في ذات المنطقة.
لقد أخرجت الأسر إلى الشارع دون أن تسمح لهم بأخذ أي احتياجات أو ملابس. قبل أن تقوم بزرع العبوات الناسفة في محيطها وتفجيرها عن بعد. هذه الأعمال تندرج ضمن سياسة خلق الرعب والرهبة في نفوس العامة لإخضاعهم لسيطرتها.
وتأكيدا لروابط الجوار والدين واللغة والعلاقات الاجتماعية والأسرية بين الشعبين السعودي واليمني، قدمت المملكة دعمها لليمن عن طريق بعث مشروع مسام الذي ساهم بشكل كبير في إنقاذ الأرواح البريئة من فتك الألغام.
هذا المشروع كان الضوء الذي بعث الأمل في نفوس اليمنيين، بعد أن بث الحياة في عدة أماكن بقيت واجمة شاحبة لأشهر وسنوات بفعل الألغام الحوثية.
لقد رفع هذا المشروع شعار “حياة بلا ألغام” وهو ما يسعى بالفعل إلى تحقيقه على أرض الواقع من خلال المجهودات الجبارة التي يبذلها عاملوه. وقد تمكنوا إلى غاية الـ23 من أكتوبر الجاري من إزالة 194017 لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، وهو يمثل العدد الأدنى الأرواح التي تم تجنيبها الأذى، إضافة إلى تطهير 15.526.125 مترا مربعا من الأراضي اليمنية الملوثة بالمتفجرات على اختلاف أنواعها.
يمثل مشروع مسام طوق نجاة لليمنيين. فعاملوه يناضلون من أجل إنقاذ المدنيين من الموت الذي يتربص بهم مع كل خطوة. فيما تصر هذه الجماعة على إلحاق الأذى بهم. فإلى متى ستستمر في عربدتها والتلاعب بحياة الناس؟.