الأخبار

كم يتمت ألغام المليشيات في اليمن من طفل، كم رملت وكم شردت وكم أعاقت من شاب وكم كسرت من شيخ وكم نالت من قلوب الضعفاء.
معالم الأرض في اليمن تغيرت والأمن والأمان باتا فيها عملة نادرة، والخوف استوطن القلوب قبل الأماكن ومشاهد المقعدين والمبتورين وذوي الأطراف الاصطناعية توثق لحقبة قاتمة للغاية في تاريخ اليمن.
عندما نقول أن ما زرع في اليمن من ألغام لم يحدث له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية وعندما نتحدث عن ملايين فخاخ الموت الرابضة المتربصة بالأرواح هناك، ترتسم معالم الواقع بوضوح ويظهر ملامح المصاب الجلل.
أرقام الضحايا المحصاة غيض من فيض مآسي اليمنيين، والمجرم لا يخفي أداة جريمته ولا يتوانى عن تكرار فعلته في كل شبر تطأه أقدام ميلشياته المهوسة بالدم. فقد كشف تقرير صادر عن تحالف رصد لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، إن الألغام التي زرعها الحوثيون أودت بحياة 713 رجلا، وقرابة 133 طفلا و60 امرأة منذ سبتمبر 2014 وحتى يونيو 2018.
فجهود إغاثة اليمنيين من سطوة الألغام جارية على قدم وساق والساهرون على الدفع بها البلد لضفاف الأمان مستمرة في نزال شرس يقوده مشروع الحياة، مشروع مسام لإزالة الألغام في اليمن مقابل مشروع الموت الحوثي في تلك الربوع.