الأخبار

عانى اليمنيون من ويلات الألغام منذ سنوات عدة زدات وتيرتها وتشعبت واتسعت رقعتها مع مد النقمة الحوثية. وقد ظل التعامل مع الألغام محدود الجدوى بسبب بدائية معدات الكشف عنها، حتى شهد هذا الحقل تطورات عدة على رأسها توظيف جهاز كاشف الألغام العميقة.
فقد عاش في أواخر السبعينات، أحد مالكي الأراضي في حريب وهي إحدى مديريات محافظة مأرب في وسط اليمن، تجربة مرة مع الألغام بطعم القلق والحيرة، حيث ترك ١٩ لغما في قريته اثناء النزاع بين الشمال والجنوب في ذلك الوقت.
وقد كانت الألغام في حاوية منفصلة، لذلك قام المالك بمعية أبنائه بوضع هذه الألغام في حفرة عميقة ودفنها في الأرض. وقد نجح تعاقب السنين في طمس ملامح تواجد فخاخ الموت تلك من ذهن مالك الأرض.
وبعد عشرات السنين من التيه والقلق، وفي 18 من سبتمبر الجاري قام فريق المسح التابع للمشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن مسام وبالتنسيق مع أهالي المنطقة وإدارة المشروع بالبحث عن الألغام باستخدام جهاز كاشف الألغام العميقة المستقدم حديثا، والذي حدد مكان فخاخ الموت هذه.
جهاز غير المعطيات على الأرض، ووسع أبواب الأمل خاصة للفرق الساهرة على تخليص الناس من شر الألغام خاصة في اليمن اليوم، وقد أولت َمسام عناية فايقة لهذا الجهاز الواعد.
وقد دشن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام” في مقره الرئيسي بمحافظة مأرب الدورة التدريبية لفرقه على استخدام جهاز كشف الألغام العميقة.
وفي تصريح خاص للمكتب الإعلامي لمشروع “مسام” أكد السيد جوليوس مدير العمليات بالنيابة أن المشروع استقدم جهاز كشف الألغام العميقة، وهو حسب وصفه من أحدث الأجهزة المستخدمة عالميا في كشف الألغام العميقة، والمدفونه على عمق متر، ويتم حاليا تدريب فريقي الاستطلاع والفريق الأول مسام على طريقة استخدامه.
وأضاف السيد “جوليوس” أن جهاز كشف الألغام العميقة سيعمل على كشف الألغام التي جرفتها سيول الأمطار، وكذلك الألغام التي دفنت بالكثبان الرملية في المناطق الصحراوية، وسيساهم في زيادة فعالية الفرق الهندسية في عمليات المسح والنزع.