الأخبار

لا يدخر مشروع مسام جهدا البتة في ماراثونه الإنساني ضد الألغام، ففرقه تصل الليل بالنهار في سباق مع الوقت لمحاولة تطهير أراضي مختلفة وأكثر امتدادا في اليمن، خاصة منها المأهولة بالسكان، أو ما يعرف بالمكان الأكثر تأثير.
وهو رهان جعل مسام يجند فرقه بخبراتهم ومعداتهم وطاقاتهم لتحقيق هذا الهدف النبيل الذي من شأنه أن ينقذ أعدادا كبيرة من المواطنيين الأبرياء في اليمن من بطش الألغام.
وقد تعددت سبل وأدوات تفعيل مطامح مسام على الأرض، خاصة مع اعتماد هذا المشروع الإنساني على أرقى وأجود المعدات للكشف عن الألغام، ولعل من أبرزها جهاز كشف الألغام العميقة، الذي يعكف مسام حاليا على تدريب فرقه عليه، ليكون بذلك واحدا من أبرز أسلحته ضد فخاخ الموت الجائرة.
وفي هذا السياق، دشن مشروع مسام في المقر التدريبي للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بمحافظة عدن، برنامجا تدريبيا للفرق العاملة في الساحل الغربي، على جهاز كشف الألغام العميقة.
وقد أفاد الخبير الدولي الدكتور زوبع الرواي، في هذا السياق أن البرنامج الذي تم تدشينه بمحافظة عدن يعمل على تدريب النازعين على أحدث جهاز في كشف الألغام العميقة.
كما أضاف الدكتور الرواي مفصلا أن جهاز “لارج لوب” الذي استقدمه مشروع مسام للفرق العاملة في الساحل الغربي، سيمكن الفرق الهندسية من نزع الألغام المطمورة، والعميقة، وسيسهل أيضاً من عمل الفرق الهندسية وقدرتها على تطهير مساحات كبيرة في وقت قصير.
فهذا الجهاز يمنح فرق مسام فرصة ذهبية في التعامل مع الألغام الغائرة في الأرض والتي قد لا تلتقط إشارات وجودها أجهزة المسح العادية والخاصة بالألغام السطحية، كما أن فرصة ربح الوقت والكشف عن الألغام في وقت قياسي، هو ضالة يسعى إليها مسام بكل عناصره، لأنه يدرك أن عامل الوقت يعني الحياة لكثر من الناس الأبرياء، فكلما كشفت الألغام مبكرا، كلما حالت الفرق دون هلاك أناس لم يقترفوا أي ذنب سوى أنه وقعوا في شراك فخاخ الموت المنصوبة لهم عمدا.
ويشار الى أن البرنامج التدريبي المخصص للفرق العاملة في الساحل الغربي على جهاز كشف الألغام العميقة سيستمر على مدى أسبوع.
وقد وجد وضع هذا الجهاز بين أيادي عناصر أسرة مسام أكبارا وتقديرا كبيرين من فرق هذا المشروع، حيث وجه العقيد حسان سالم الجهوري، قائد الفريق الـ17 مسام رسالة شكر لإدارة المشروع على مساعدة الفرق الهندسية، وتسهيل أعمالها من خلال توفير الأجهزة الحديثه التي ستساعدهم على رفع الإنتاجية في العمل بشكل كبير.
ومثلما يسعى هذا الجهاز للتركيز على رفع كفاءة الفرق العاملة في نزالها مع الألغام، فإنه يحرص على مراعاة معايير سلامة هذه الكفاءات العاملة على الأرض، وهي ثنائية لطالما كانت حجر الزاوية في كل حركات وسكنات مسام، فالإنسان ثروة حقيقة يقدرها هذا المشروع ويعمل من أجلها.