في ساحات القتال أبلى المواطن اليمني حازم هادي الربوعي بلاء حسنا، كابن بار بوطنه اليمن، حيث قاتل ودافع عن حق بلده في الأمن والاستقرار ورفض أن تحول الألغام بينه وبين المثابرة في ساحات الوغى، حتى يعود لليمن حقه المسلوب.
حازم هادي الربوعي، كان يعلم أنه يضحي من أجل وطنه وأن هذه التضحية قد يكون ثمنها حياته، لكنه لم يكن مترددا لحظة، فقوته كان ومازال يستمدها من إيمانه بعدالة قضية وطنه، وحق أهله وذويه وأبناء جلدته في العيش الكريم، فقدم مثالا يحتذى به للمواطن اليمني الشريف وبذل كلما ما بوسعه حتى أتت اللحظة الحاسمة التي نال منه فيها لغم غادر، فأقعده عن النضال، لكنه لم يطفئ في قلبه جذوة الإصرار على نصرة وطنه ولم يزحزحه عن قناعته الراسخة بأن اليمن لأبنائه الأبرار وأن الألغام سلاح المهزومين والخائفين، وأن قناعتهم بأنهم هالكون يجعلوهم يحتمون بغطاء الألغام الغادر والزائل بإذن الله على حد قوله.
وفي هذا الإطار، فصل حازم هادي الربوعي قائلا “كنا في ساحة القتل وكنت أتنقل بين زملائي منظما حركتهم وموجها لهم نحو أهداف نوعية، وكنت سعيدا بما حققناه من انتصارات، وما كبدنا العدو من خسائر، وأخذتني خطايا في اتجاهات عدة، حتى أحسست فجأة أن الأرض اهتزت من تحت قدمي.. وقتها كبرت عاليا، لأني خلت لحظتها أني عانقت الشهادة التي أطمح إليها، فتحت عيناي لأراني محاطا بجمع من الألغام ينفجر الواحد منها كلما حاولت الزحف أو حتى تحريك يدي، وظللت أنزف قرابة الساعة والنصف وزملائي يحاولون انتشالي من حقل الألغام الذي وقعت بين براثمه، وبفضل الله نجوت وبترت ساقي، والحمد الله على نعمه”.
لم يكن الربوعي، وهو يتحدث على ما ألم به حزينا ولا قلقا بسبب مصابه ولا متوترا إزاء مصير أبنائه الصغار بعد أن بات شبه عاجز، تساعده رجله الاصطناعية على المشي بصعوبة، بل كان واثقا أن ما فعله وقدمه واجب وطني مشرف وما حل به وسام شرف وعزة ورصيد مجد سيخلفه لأبنائه من بعده، كما بدا مطمئنا على مصير وطنه وعلى نهاية الألغام وزراعها، حيث قال “الألغام مهما فعلت بنا لن تبقى بيننا طويلا، طالما هناك من يصل الليل بالنهار لنزع شرورها، ولا يخفى على الجميع ما قدمه ويقدمه مشروع مسام لنزع الألغام من تضحيات مشرفة في سبيل إنقاذ اليمن من شباك الألغام، وما يبذله هذا المشروع من جهود لتوعية المواطن اليمني إزاء فخاخ الموت المتفجر، وما يذله من مساعدات ليشد أزر المصابين و الجرحى في محنهم التى خلفتها لهم الألغام، وكل ما أتمناه ان يتم الاقتداء بهذا المشروع الخير الذي قدم ومازال يقدم لليمن واليمنيين الكثير من الأمل وحب الحياة والتمسك بالبقاء”.