مواطن يمني بسيط، كان كل همه أن يعيل أسرته بشرف وصدق وأن يرى أطفاله الصغار يكبرون في وطن آمن، وأن يأخذوا عنه في الأفق مشعل العطاء من أجل اليمن.. كل هذه الآمال بخرتها الألغام لما وباءها في اليمن، حيث لم يجد حسنى عبد الله بدا من لملمة أسرته فجاب بهم بعض ربوع وطنه بحثا عن الأمان المفقود، لكن لغما غادرا تربص به ونال من صحته وهزم الكثير من أحلامه، لكنه لم يهزم إرادته وإيمانه بأن اليمن لأبنائه الأبرار ولا مكان فيه للألغام مهما طال مقامها الثقيل المرير بين الناس.
يحكي حسني عبد الله قصته مع الألغام، وتعابير وجهه كلها رضى بما ناله وحل به وعائلته من جراء فخاخ الموت المتفجر، فيكثر في كلامه من حمد الله وشكره على ما ناله من ابتلاء ويروي قائلا “لما أحسست أني وعائلتي في خطر من الألغام المنتشرة بعشوائية، حاولت أن أتنقل معهم إلى أماكن متفرقة بحثا عن شيء من الأمان، لكني وجدت في طريق البحث عن الأمان لغما غادرا نال مني وأصابني في مواقع متفرقة من جسدي ومازالت بعض شظاياه في جسمي لم يتم إزالتها بعد، فالحمد الله على كل حال”.
ثم يواصل متحدثا “الحمد الله على كل حال، هذه الألغام الغادرة لم تكسر عزيمتنا وإصرارنا على البقاء والحياة، ففي اليمن ما يستحق الحياة والصبر والصمود، فمهما فعلت هذه الألغام من أفعال بشعة فمصيرها الزاول إن شاء الله، فوعي المواطن اليمني يزداد يوما بعد آخر بفضل الحملات التوعوية لمشروع مسام الإنساني وبفضل جهود فرق هذا المشروع النبيل الذي لا يتأخر أبدا على المواطن اليمني ويبذل كل جهده في إزالة الألغام، وبفضل تضحيات فرقه الباسلة عادت أسر كثيرة لقراها ومزارعها وتمكنت مجددا من الاستفادة من آبار المياه ومن الرعي بأمان ومن معاودة مزاولة الصيد دون خوف، ومثل هذه الجهود هي أمل اليمن في الخلاص من مصيبة الألغام”.
وقد ثمن حسني عبد الله حرص مشروع مسام على رفع معنويات المواطن اليمني من خلال إطلاق يد الخير والعطاء في اليمن عبر إزالة الألغام وإتلافها للتخلص نهائيا من شرها وأيضا من خلال مساعدات مادية تشد عضد المواطن اليمني الذي أقعدته الألغام على كسب قوته، حيث قال “أنا ممتن جدا لمشروع مسام والقائمين عليه، فهم بالإضافة لإزالة الألغام والتضحية من أجل أمن اليمنيين من هذا الخطر الملغوم الداهم، لا يتأخرون على محاولة تطبيب أوجاع اليمنيين من خلال مساعدات تأكد إنسانية هذا المشروع إلى أبعد الحدود”.