“انطلقت من مديرية حريب قاصداً منزلي في قرية الفرشة آل أبو طهيف، حيث كان ينتظرني أطفالي لتناول الغداء معهم، لكن ألغام الحوثيين جعلت يومنا الهادئ ذاك جحيما محققا”، بهذه الكلمات يستحضر حسين الطهيفي الحادث المؤلم الذي تعرض له والذي أدى لكسور في أطرافه وتضرر مركبته.
ويضيف الطهيفي: “اتصلت بالأولاد وأخبرتهم أن ينتظروني على الغداء وبعد أن تجاوزت القرى باتجاه منطقة الفرشة عبر الطريق الصحراوي وتوقفت في الوادي الذي ترعى فيه الجمال والأغنام لتفقد مواشينا التي ترعى بنفس المكان انفجر بي لغم ولم أدري ما حصل إلا بعد مرور 14 ساعة على الانفجار”.
ويستدرك قائلاً: “عندما صحوت حاولت الخروج من السيارة لكني تنبهت إلى أن قدامي لم يعودا يستطيعا الحركة جراء الكسور التي طالتهما”.
وظل حسين الطهيفي بداخل سيارته يكابد جروحه وجوعه وعطشه في العراء حتى اليوم التالي، فلم تجده أسرته التي افتقدته عند غيابه عن موعد الغداء إلا في اليوم التالي عند التاسعة صباحاً، فباشروا بإسعافه إلى محافظة مأرب وبعد إجراء الفحوصات الطبية اتضحت إصابته بكسور في القدمين والفكين، مما استوجب نقله إلى صنعاء للعلاج وإجراء ثلاث عمليات جراحية.
لم يكن الطهيفي الضحية الوحيدة، فعندما كان الخط الواصل بين مأرب وحريب مقطوعا نهائياً، لجأ المسافرون للعبور من الطريق الصحراوي الذي كان شاهداً على عشرات الحوادث المماثلة بفعل ألغام مليشيا الحوثيين.
وفي نفس الفترة التي أصيب بها الطهيفي، انفجرت ألغام بثلاث سيارات، مخلفة إصابات وخسائر مادية لم يعد معها المواطنون قادرين على تعويضها فكل مدخراتهم بالكاد تكفي للعلاج.
وأمام هذا الواقع تحركت الفرق الهندسية التابعة لمشروع مسام لنزع الألغام، ومباشرة عملها في حريب، وقد أدت جهودها الإنسانية إلى فتح الطريق الذي ظل مقطوعا لأشهر، حيث تم نزع نزع 98 لغماً من حقل واحد بحسب القائمين على مشروع مسام.
وتقدم حسين الطهيفي بجزيل الشكر لمشروع مسام الذي وضع بصمة إنسانية لن تمحى في مأرب وبيحان وحريب وكل محافظات الجمهورية، وقد أشار الطهيفي إلى أن نشاطهم الزراعي توقف ولم يستأنف إلا بعد أن أنهى مشروع مسام تطهير قراهم ومزارعهم وأوديتهم من الالغام.