الأخبار

خلف الانقلابيون مئات الآلاف من الألغام في مدن اليمن التي طردوا منها، مما جعل عددها في اليمن، الأكبر في بلد واحد منذ الحرب العالمية الثانية.
ضروب متنوعة من الألغام الفتاكة تستهدف البر والبحر، البشر والحيوانات، الأخضر واليابس، ألغام أرضية وعبوات ناسفة مضادة للأفراد والعربات، غالبيتها إيرانية الصنع، جعلت البصمة الوحيدة والحصرية لزارعيها دموية بامتياز، فما أن يفر من أفرادها عند خسائرها لمناطق نفوذها حتى يستوطن الموت والمآسي الأرض التي كانوا فيها بسبب ما خلفوه وراءهم للسكان والدواب من الألغام.
كما تم استخدام الألغام البحرية بطريقة عشوائية، وذلك عبر نشر الألغام الطافية والغاطسة لاستهداف السفن التجارية، مهددة سلامة الملاحة البحرية والتجارة الدولية، التي تطرح في الأفق سيناريوهات كوارث بيئية محققة، في حال استهدافها إحدى ناقلات النفط.
نزعة دموية جارفة، وإصرار على إلحاق العقاب الجماعي الآثم باليمنيين الأبرياء، أدخل زارعوها في ماراثونات هستيرية لزراعة الألغام بطريقة تنبئ بغلظة ولا إنسانية، حيث زرعت هذه الألغام ليس فقط بطريقة عشوائية ودون وجود خرائط يستدل بها لنزعها، وإنما كذلك بكثافة غير معقولة وجنونية تكشف الرغبة الجامحة في الانتقام وإحلال الخراب والموت.
فقد كشفت وقائع ميدانية أن بين اللغم المزروع والآخر لا توجد إلا مسافة هامشية بما يعادل ما 20 و30 سم، وبذلك تحول هذه الألغام المتراصة، المناطق السكانية والمناطق القريبة من الطرقات التي تغص بها، إلى حقول ألغام مفتوحة تنهش من يقترب منها وتزرع الرعب والأسى في قلوب المهجرين عنوة عن درياهم حتى يتم تخليص تلك الربوع من جنون الألغام، وهذا ما أراده الانقلابيون لليمنيين، فإما الموت المحقق بالألغام الغادرة أو الموت البطيء حسرة على فقدان الأحبة والأرض المحاصرة بأطواق الألغام، وهو مخطط انتقامي فك “مسام” حلقاته الدموية وشتتها بجهوده على الأرض، وهي إنجازات ماضية في تبديد غول الألغام من يوميات اليمنيين.